طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات عن إقالة طريفة
طلحة جبريل
أعتقد ان أصعب قرار يمكن أن يتخذه أي شخص، هو الاستقالة، واكثر القرارات إهانة هي الإقالة. في كثير من الأحيان تكون الإستقالة قراراً شجاعاً، يتخذه أشخاص يضعون كرامتهم فوق كل إعتبار. الإقالة سهلة لأنها قرار يتخذه رئيس ضد أحد مرؤوسيه.
لكن صعوبة الاستقالة إنها تقلب الهرم، فهي قرار من الشخص تجاه رئيسه، بغض النظر عن النتائج، وهي في الغالب نتائج تجلب ضرراً كبيراً على الشخص المستقيل.على الصعيد الشخصي، شاءت الظروف ان أغادر عدة مؤسسات صحافية بسبب خلافات مهنية، ليس مستقيلاً ولست مفصولاً.
في الصحافة الغربية عندما يغادر صحافي يشغل موقعاً قيادياً داخل المؤسسة الإعلامية، يُكتب خبر مغادرته، سواء كان برغبته أو برغبة الجهة المالكة للمؤسسة. في كثير من الأحيان، يكون سبب تغيير رئيس تحرير على سبيل المثال، إما تغيير في الخط التحريري، أو أن يقرر رئيس التحرير بنفسه أنه أعطى كل ما لديه وليس بوسعه أن يضيف شيئاً.
قرأت قبل سنوات ان صحيفة كانت تصدر في ولاية فلوريدا الأميركية قررت الاستغناء عن أحد محرريها البارزين ، وكانت الوقائع كالتالي:استدعى رئيس تحرير الصحيفة المحرر المعني بالأمر وقال له: اعتاد القراء على قراءة تقاريركم وتحليلاتك خلال فترة لا يستهان بها من الوقت، وهي موضع تقدير الجميع، ولكننا قررنا الإقدام على مغامرة لا نعرف عواقبها، وذلك بإصدار الصحيفة يوم غد خالية من أي مادة لكم.
فهم الرجل.