الرأي

طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات عن تدوير النخب

طلحة جبريل

ثمة نظرية في العلوم السياسية تقول إن إضفاء حيوية مستمرة على أجهزة الدولة والأحزاب السياسية يقتضي"تجديد النخب".

الحكومات التي تخشى التغيير وتحرص أن تبقى الأمور على حالها تنهج ما يمكن أن نطلق عليه سياسة ”تدوير النخب". وهو يعني ان المسؤول نفسه، يمكن أن يتبوأ منصباً في قمة الهرم التنفيذي، ثم رئيساً لمجلس إدارة إحدى الشركات أو رئيساً لأحد الأندية الرياضية، وفي فترة "راحة بيلوجية" سفيراً في إحدى العواصم. 

في تقديري إن أي حياة لها فترة صلاحية بدنية وعقلية، ولعله من الصواب ان يقر كل انسان بهذه الحقيقة، خاصة إذا كان سياسياً يعتقد أن السياسة يمكن أن تغير المجتمع، إذ لا يمكن تغيير حياة الناس دون تجدد فكري وسياسي.

ثم انه من اللائق ان يأتي قرار الإنسحاب من الواجهة قبولا ورضاءً وليس اكراهاً وقسراً. ولا ضرر أن يدرك الجميع انه حين يقترب الوقت من لحظة يمكن فيها لشخص ما أن ينسحب عليه أن يفعل ذلك دون إبطاء. 

في المجتمعات القبلية الافريقية، عندما يتقاعد المحاربون القدامى يتحولون الى "حكماء القبيلة" تعود إليهم في الملمات. الإصرار على البقاء في قلب الأحداث، يجعل من السياسي رجلاً لكل الأزمنة، وليس أسوأ من رجل يهتم بالشأن العام يرضى أن يكون رجلاً لكل الأزمنة. وما أسوأ السياسي الذي يبحث في كل وقت عن دور و متلكئ دائماً بعد فوات الأوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 + اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى