طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات: قرب الجدار
طلحة جبريل
كان صباحاً كئيباً. لم أكن سعيداً . كنت في حالة يأس وقنوط أشعر بانقباض شديد، خلت أن الحل هو الخروج من الرباط .كانت وجهتي الدارالبيضاء. بدت لي فرصة للتصالح مع النفس.
اتجهت صوب محطة القطار في أكدال بالرباط.جاء القطار قادماً من القنيطرة في موعده.وجدت مقعدا في مقصورة بها ثلاث نساء وثلاثة رجال . نساء بدينات يثرثرن دون انقطاع . أحد الرجال يشارك في الثرثرة حول " الأخلاق الحميدة " . يعتقد الناس دائما ان الماضي كان أفضل لان " الأخلاق" كانت "حميدة ". لم أكلف نفسي عناء متابعة حديث ممل او المشاركة فيه . كنت قررت ان "اسافر لوحدي ".انعزل داخل هذا الزحام واللغط . " في نهاية الأمر سنسافر لوحدنا" أليس كذلك .
تناولت الصحف وبدأت أقرأ . ثم كتاب حول " الثقافة والسياسة". بعد مضي فترة خرجت بحثاً عن لفحة هواء من نافذة القطار في الممر . وجدت صحافيان من الصحافيين الشباب . طلبا مني مشاركتهما مقصورة توجد بها فتاة ظلت منشغلة طوال الوقت بمراجعة دفتر شيكاتها.
انضمت الينا صحافية شابة. كانوا يتحدثون عن الصحافة وظاهرة تراجع معدلات القراءة . شاركتهم الحديث. هؤلاء الشباب لديهم حماس للعمل لكن الواقع يقول إنهم جاؤوا الى قاعات تحرير وصحف في وضعية صعبة . ندرة القيادات التحريرية وتقلص القراء وعدم الاكتراث للجوانب المهنية. قلت لهم قبل أيام كتبت هذه الجملة، وهي تلخص وجهة نظري : " مؤكد أن الصحافة تواجه تحديات جمة، لكن ذلك لا يعني أننا وصلنا إلى الجدار”