الرأي

طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات عن أطفال البؤس

طلحة جبريل

استمعت بأسى إلى تجربة روتها باحثة إجتماعية عن ظروف سجينات في أحد السجون بدولة عربية لن أذكرها التزاماً بأخلاقيات المهنة، لأن الباحثة طلبت ذلك. تقول الباحثة إن هناك أطفالاً يوجدون مع أمهاتهم داخل السجن، ومعظمهم يتعذر عليهن تركهم خارجه.

أفادت الباحثة إن الأطفال كانوا يقضون أوقاتهم  خلال صيف قائظ في البحث عن لفحة هواء باردة، او مطاردة الذباب والفراشات، وليس لهم طعام أو شراب أو ملابس، ينهشهم الجوع  والمرض، دون علاج أو رعاية.

روت الباحثة  قصة إمرأة اصطحبت معها الى السجن ثلاثة من أطفالها. قالت إن تلك الأم اضطرت إلى النزوح بسبب الفقر  والعوز من قريتها الى أطراف عاصمة ذلك البلد، وكان معها عدد آخر من النسوة والأطفال.

 كان عدد أطفال  تلك السيدة أربعة، عندما خرجت من القرية كانت تجر خلفها ثلاثة من أطفالها، وتحمل فوق رأسها بعض الملابس وأشياء أخرى استطاعت حملها، في حين حملت طفلها الرضيع على ظهرها. خلال رحلة النزوح القاسية توفي عدد كبير من الأطفال ونساء متقدمات في السن بسبب الجوع. كانت الأم بين الفينة الأخرى تتحسس طفلها الرضيع على ظهرها، لكن يبدو أن مشاق الرحلة، جعلتها تغض الطرف عنه فترة من الوقت، لكنها ستكتشف أن الرضيع قد سقط دون ان تنتبه لذلك، وأجبرها النازحون على مواصلة الرحلة دون طفلها الرضيع، وعندما دخلت السجن أضطرت لإصطحاب أطفالها معها حتى لا تفقدهم.

يا لهم من بؤساء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى