خطاب مرتقب لكيم جونغ أون لمناسبة السنة الجديدة
يلقي زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الأربعاء خطابا مرتقبا لمناسبة السنة الجديدة في وقت تنتهي المهلة التي حددها لواشنطن لتبدل موقفها في المفاوضات حول ملف بلاده النووي.
وفي وقت سابق جمع كيم الزعماء الرئيسيين لحزب العمال الحاكم وأعلن أمامهم “أن تدابير إيجابية وهجومية لضمان سيادة البلاد وأمنها” ضرورية كما ذكرت الإثنين وكالة أنباء كوريا الشمالية الرسمية.
وأمهلت بيونغ يانغ واشنطن حتى نهاية السنة لتغيير نهجها. وبعد تقارب في 2018 وصلت المفاوضات حول برنامج كوريا الشمالية النووي إلى طريق مسدود منذ فشل قمة هانوي في فبراير بين كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفشل البلدان في التوصل إلى اتفاق حول تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية.
ولم تكشف كوريا الشمالية “السبيل الجديد” الذي تنوي سلوكه في حال لم تقدم واشنطن أي تنازلات بحلول نهاية السنة. لكن كيم سيوضح موقف بلاده.
ويعتبر محللون إن الزعيم الكوري الشمالي يسعى لاستغلال التنافس بين واشنطن وبكين وموسكو.
ويقول انري فيرون مدير الأبحاث في مركز السياسة الدولية في الولايات المتحدة إن “السبيل الجديد” قد يكون قديما لأن نزع الأسلحة النووية غير وارد.
وصرح لفرانس برس “ما تسميه كوريا الشمالية سبيلا جديدا هو جديد لناحية أنه سيكون مختلفا عن ذلك الذي اعتمد خلال العامين الماضيين لكن الأمر يتعلق بالعودة إلى الموقف المتخذ في عهد (الرئيس الاميركي السابق باراك) أوباما”.
وأضاف “ستسعى إلى تطوير قدراتها العسكرية ومقاومتها الاقتصادية للعقوبات مع المطالبة بارساء سلام والتطبيع كشرط مسبق لأي عملية نزع للترسانة النووية”.
وسرت شائعات عن احتمال تخلي بيونغ يانغ عن “الهدنة” لجهة وقف تجارب اطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات التي قد تصبح الولايات المتحدة في مرماها، رغم أن التهديد المقلق أنها ستكون “هدية ميلادية” لواشنطن لم يعد قائما.
وأعلن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض روبرت أوبراين أن “أمل واشنطن سيخيب وستظهر خيبتها” في حال قامت بيونغ يانغ بتجربة صاروخية بعيدة المدى. وتابع “لكن لدينا الكثير من الأدوات في يدنا ويمكن ممارسة ضغوط أكبر على الكوريين الشماليين”.
وسيكون خطاب السنة الجديدة الثامن الذي يلقيه كيم وهو تقليد ورثه من جده كيم ايل سونغ مؤسس جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية وتخلى عنه لاحقا والده.
وهو محطة محورية في البرنامج السياسي الكوري الشمالي بحيث يتطرق كيم إلى أحداث الماضي ويعرض أهدافه المستقبلية. وينشر مضمون الخطاب بالكامل في صحيفة “رودونغ سينمون” الرسمية.
وتقول رايتشل مينيونغ لي المحللة الرئيسية لدى موقع الكتروني أميركي مقره سيول “خطاب كيم لمناسبة السنة الجديدة تطور على مر السنين. خلال أول عامين كان يقف أمام مكتب باللباس الرسمي للحزب ثم في 2019 جلس أمام مكتب بلباس رسمي غربي”.
وكثفت بيونغ يانغ مؤخرا الضغوط مع سلسلة تجارب من قاعدة سوهاي لاطلاق الصواريخ بعد اطلاق صواريخ في الأسابيع السابقة.
ويرجح أن تستأنف بيونغ يانغ في 2020 تجاربها لاطلاق الصواريخ البعيدة المدى خصوصا الصواريخ البالستية العابرة للقارات وربما تفجيرات نووية كما صرحت لي لفرانس برس. كما قد تقوم بيونغ يانغ ب”استفزازت عسكرية حيال كوريا الجنوبية”.
وقد يثير اطلاق صواريخ بالستية عابرة للقارات غضب الصين الراغبة في أن تكون المنطقة مستقرة لأنها تعتبر أن العكس قد يكون له ارتدادات عليها.
من جهته لا يرغب ترامب في العودة إلى أجواء العام 2017 – كان يهدد بصب “غضبه” على الشمال – مفضلا التوصل الى اتفاق مع بيونغ يانغ لتحسين سمعته كمفاوض ماهر “لأن المؤكد أن أولوية الرئيس ترامب هي اعادة انتخابه” كما يقول جوزف يون الموفد الأميركي السابق لكوريا الشمالية.
المصدر: الدار ـ أ ف ب