الرأي

طلحة جبريل يكتب: كل شيء

طلحة جبريل

يستأجر مجموعة من “المهاجرين الأفارقة” غرفة واحدة في حي يعقوب المنصور بالرباط.
يقول بائع بطيخ افترش الأرض في «شارع المسيرة» إن هؤلاء المهاجرين التعساء تعلموا جميع الحرف بحثا عن فرص عمل. يزيد جازما «لم تبق مهنة إلا وتعلموها». بعضهم يفضل التجارة البسيطة، وهي تجارة التماثيل المصنوعة من خشب الأبنوس، والثياب المزركشة، والأقراط والأساور المصنوعة من العاج أو من شعر ذيول الخيل.
من مفارقات «حي يعقوب المنصور» أنه ظل باستمرار حي المهاجرين والنازحين، حتى «الملك الموحدي» الذي حمل الحي اسمه، نزح من المغرب بعد انتهاء فترة حكمه.
قبل عقود طويلة، ابتداء من ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، هاجر إلى الحي كثيرون من قرى ومداشر بعيدة في تلك الفترة انتقلت إليه مداشر بأكملها من وسط وجنوب المغرب.
يروي التاريخ أن يعقوب المنصور نفسه هاجر من المغرب بعد انتهاء فترة حكمه، راح يتجول إلى أن وصل إلى لبنان حيث دفن على قمة تلة في البقاع الغربي اللبناني، وهي الآن قرية تعرف باسم «قرية السلطان يعقوب» ويقال إن في هذه القرية اللبنانية أسرة تعرف باسم عبدوني متحدرة من المغرب والجزائر. هذه المعلومة تتناقلها عدة مصادر نقلا عن المؤرخ «ابن خالكان».
في الصباحات تهدأ الحركة كثيرا في «حي يعقوب المنصور»، إلى حد يخيل لزائره أن سكانه غادروه. تبدأ حركة الباعة في شارع «المسيرة».
هنا يمكن أن تجد أي شيء وكل شيء.

زر الذهاب إلى الأعلى