الرياضة

ملعب البيضاء الكبير.. جنين استعصت ولادته

الدار/ صلاح الكومري

ملعب البيضاء الكبير، لا يريد رؤية النور، فمباشرة بعد أن خسر المغرب تنظيم مونديال 2026، طُوي هذا الملف مجددا وعاد مكانه في خزانة النسيان، حيث سيهمل إلى موعد لاحق، أي إلى أن يترشح المغرب للمرة السادسة لاستضافة النهائيات.

أصبح مؤكدا أن ولادة هذا الجنين مستعصية جدا، بل إن رؤيته للنور رهينة بفوز المغرب بشرف استضافة النهائيات العالمية، وإلا فلن يفرج عنه أبدا، وبالتالي سيبقى حبيسا في رفوف مكاتب التصميم حيت وضع منذ أزيد من 20 سنة.

بعد قرار سلطات البيضاء، أخيرا، إغلاق ملعب محمد الخامس للإصلاح، يعود الحديث، مجددا، عن الملعب البديل، أي مشروع ملعب البيضاء الكبير، الذي قيل إن أشغال بنائه ستنطلق سواء فاز المغرب بتنظيم مونديال 2026 أو لا، وقيل، في ملف ترشح المغرب الذي قُدم إلى "فيفا"، إنه سيكون متنفس الفرق البيضاوية لخوض مبارياتها.

وحسب ما تضمنه ملف ترشح المغرب لاستضافة مونديال 2026، والذي قُدم إلى "فيفا"، فإن أشغال بناء ملعب البيضاء الكبير، من المفترض أن تنطلق في يوليوز 2018، على أن تنتهي ويصبح الملعب جاهزا تماما في مارس 2025، بل إن اللجنة التي عُهد لها بتمثيل الملف المغربي، أصدرت بيانا، منتصف شهر يونيو الماضي، تؤكد فيه أن "المملكة ملتزمة بإنجاز جميع المشاريع التي قدمها في دفتر تحملاتها".

ومن بين ما جاء في بيان اللجنة ذاتها: "في ظل القيادة المستنيرة لجلالة الملك، فإن المملكة المغربية مصممة على مواصلة مسارها، وسوف يتم إنجاز المشاريع التي سطرناها في ملف الترشح".

وللتذكير، فقد ظهر مشروع هذا الملعب سنة 1998، خلال ترشح المغرب لاستضافة كأس العالم 2026، وتقرر، وقتها، تشيده في منطقة بوسكورة، وبعد الفشل في سباق احتضان النهائيات، أُهمل، وعللت السلطات ذلك بأنه من غير الممكن تشييده في بوسكورة بسبب فرشاة مائية من الاستحالة تشييد أي بناء فوق أرضيتها، وبعد ترشح المغرب لتنظيم مونديال 2010، تزحزح الملف من مكانه من جديد، وتقرر تشييد الملعب في منطقة سيدي مومن، على أرضية ليست محفظة، وبسبب مشاكل إدارية، تم تحويل وجهته نحو الهراويين، ثم إلى بنسيليمان، في منطقة "البسابس"، ومن غير المستبعد نقله إلى وجهة أخرى مستقبلا، خلال الترشح لاستضافة نهائيات 2030.

وقدرت تكلفة هذا الملعب، حسب ما جاء في ملف ترشح المغرب لمونديال 2026، في 404 مليون دولار أمريكي، وسيشيد على مساحة 50 هكتار، ويتسع لـ93 ألف متفرج، وسيم ربطه بطريق وطنية مؤدية إلى مطار محمد الخامس مباشرة، وبشبكة السكة الحديد، ولن يقتصر على خوض مباريات كرة القدم، بل سيخصص لتنظيم أنشطة متعددة، وستتوفر فيه جميع المعايير والمواصفات الدولية.

ليس هذا الملعب وحده من تعهد ملف ترشح المغرب بتشييده في البيضاء، بل هناك ملعب ثان من صنف "legacy modular stadium"، أي الملاعب الحديثة التي لا تبنى، بل تركب.

صحيح أن الإنطلاق في تشيد ملعب البيضاء الكبير، في حاجة لمكاتب هندسة ودراسات واستراتيجيات وتخطيط وطلبات عروض ووو.. لكن الأهم أنه في حاجة إلى قرار حاسم، فهذا الجنين في حاجة إلى الضوء الأخضر ليخرج من الظلمات إلى النور.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة + 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى