أخبار الدار

الفاو: مخزون الأسماك في البحر الأبيض المتوسط يتعرض لاستغلال مفرط

الدار/ المحجوب داسع
 
كشف تقرير حديث أصدرته منظمة الأغدية والزراعة، "الفاو"، أن هناك استغلالا مفرطا للعديد من أنواع الأسماك بالبحر الأبيض المتوسط، مشيرة الى أنه مع ذلك، فإن الضغط قد انخفض، تاركا المجال لإعادة بناء المخزونات.

وسجلت المنظمة الأممية انخفاضا بين عامي 2014 و2016، بنسبة 10 في المائة، في الاستغلال المفرط للأسماك في البحر الأبيض المتوسط، حيث انتقل هذا الرقم من 88 في المائة الى 78 في المائة سنة 2017، مما يشير للمرة الأولى إلى إمكانية إعادة بناء هذه المخزونات من الأسماك.

ودعت التقرير، الصادر عن لجنة "مصايد الأسماك العامة في البحر المتوسط ​​التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)"، إلى بذل المزيد من الجهود على المدى الطويل، من أجل استدامة المخزون السمكي بالبحر الأبيض المتوسط"، مشيرا الى أن "الأسطول الذي يعمل في البحر المتوسط ​​والبحر الأسود يتكون من 86،500 سفينة تقريبًا، كما يقدر إجمالي سعة السفن بنحو 1،380،000 طن".

 بخصوص حالة المغرب في عام 2017، سجل تقرير "الفاو"، اشتغال 2981 سفينة دون عقد في منطقة البحر الأبيض المتوسط، أي ما يمثل 3.45٪ من إجمالي أسطول السفن في المنطقة، بسعة 24 و 925 طن للسفينة.

ووفقا لذات التقرير، لا يزال المغرب بعيدا عن جيرانه الآخرين في البحر الأبيض المتوسط، حيث تنزل الجزائر بكل ثقلها في غرب البحر الأبيض المتوسط، بنسبة (37٪) واسبانيا (29٪) و إيطاليا (19 ٪)، وهو ما يمثل 85 ٪ من جميع عمليات صيد الأسماك في البحر الأبيض المتوسط، ثم بعد ذلك المغرب (10 في المائة ) وفرنسا (5 ٪).

وأظهر التقرير، انخفاضا في أنشطة الصيد البحري في جميع بلدان البحر الأبيض المتوسط، ما بين عامي 2014 و2016، حيث انخفضت من 31869 في عام 2014، إلى 26906 في عام 2015 و23711 في عام 2016. 

ورغم أن هذا الانخفاض يبشر بالخير بالنسبة للتوازن البيولوجي للبحر الأبيض المتوسط، فإن التقرير يقدر أن معدل الاستغلال المفرط في هذا المجال لا يزال مقلقاً للغاية، حيث تقوم البلدان الأوربية بصيد أنواع مهمة من الأسماك ما يقرب من ست مرات خارج مستوى تكاثرها، كما أن الأنواع الأكثر تعرضا للاستغلال، تتكون أساسا من أنواع (السردين أو الأنشوجة)، وبعض الأسماك من نوع البوري والجمبري".

ودعا التقرير إلى تشجيع قطاع الصيد البحري التقليدي، الذي يوظف معظم الصيادين ويسبب أقل ضرر للبيئة"، وكذا إدخال تدابير أكثر جرأة مثل الحد من صيد الأسماك، أو إنشاء مناطق صيد مقيدة، أي مناطق حيث يتم تنظيم أنشطة الصيد.

وقال ميغيل برنال، مسؤول صيد الأسماك في منظمة الأغذية والزراعة، :" قد تكون الاستدامة مكلفة على المدى القصي ، لكن لا شيء أكثر تكلفة من نفاذ الأسماك".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى