المواطنسلايدر

الصراع المحموم على الأراضي.. وتفعيل آلية القضاء

الدار/ رضا النهري:

الجرائم التي ارتكبت في السنوات الأخيرة حول الأراضي مقلقة جدا، ففي كثير من الأحيان تصارع أعضاء العائلة الواحدة على بقع أرضية، وذهب البعض إلى المقبرة والآخرون ذهبوا إلى السجن.

الجرائم المتعلقة بالأرض في المغرب صارت في السنوات الأخيرة تذكرنا بالمسلسلات المصرية القديمة، حيث تندلع المواجهات الطاحنة بين القرى المتنافسة على الأراضي، أو حتى بين الأسرة الواحدة أو أبناء العمومة، وفي أسوأ الحالات بين الإخوة في الأسرة الواحدة وتنشب المعارك الطاحنة التي لا تندمل جراحها أبدا.

ما يحدث اليوم جاء نتيجة لطفرة مفاجئة في قيمة الأراضي، سواء كانت في المجال الحضري أو في المجال القروي، خصوصا وأن الكثير من سكان المدن صاروا يميلون إلى شراء أراض في البوادي من أجل بناء مساكن ثانوية لجعلها منتجعا خاصا أو ملجأ من ضجيج المدن وصهد الزحام.

لهذا السبب تحولت الكثير من الأراضي المهملة، والمنسية أيضا، إلى كنوز تدر ذهبا، واشتعلت فجأة الحروب من أجلها، ومن بينها مساحات شاسعة من الأراضي السلالية، التي يجري توزيعها بدورها في أجواء بالغة من اللبس والغموض، وأيضا من الحيرة القانونية.

أراضي الجموع أو الأراضي السلالية أثارت من اللغط الكثير، ودخلت قبائل في صراعات محمومة حول هذه الأراضي التي ظلت لزمن طويل مهملة لا ينتبه إليها أحد، قبل أن تتحول إلى مناجم ذهب تسيل لعاب القريبين والبعيدين، وفي كثير من الأحيان اغتنى من ورائها كثيرون.

ما يحدث اليوم من صراعات حول الأراضي سيستمر بالتأكيد لسنوات طويلة مقبلة، ما دام الطلب قويا عليها، وفي كثير من الأحيان تتعقد الصراعات رغم أن كل طرف يلجأ إلى التقاضي، لكن المحاكم عادة ما تبت في مثل هذه القضايا الخلافية بعد وقت طويل، أحيانا تصل إلى سنوات طويلة، وهو ما أصبح يتطلب تفعيلا سريعا لآلية القضاء لكي تتحول إلى حل وليس إلى معضلة، فكلما بتت المحاكم في القضايا الخلافية بسرعة إلا وتم نزع الكثير من فتائل الصراعات المدمرة للنسيج الاجتماعي وللروابط الأسرية.

زر الذهاب إلى الأعلى