الرياضة

“الديربي”.. حكاية مباراة “ملعونة” تنفى خارج البيضاء للمرة السابعة

الدار/ صلاح الكومري

للمرة السابعة في تاريخ "الديربي"، تُفنى هذه المباراة خارج مدينة الدار البيضاء، كأنما تطاردها لعنة ما، أكثر من ذلك، فعوض أن تكون عرسا واحتفالا للجماهير البيضاوية والمغربية، فإنها في حقيقة الأمر، تشكل شبحا تُجند له سلطات البيضاء العدة والعتاد للسيطرة على تمرده.

ملعب مراكش الكبير، من سوء حظه، قُدر له أن يستضيف هذه المباراة في السادس من شهر يناير 2019 بعدما سبق واستضافها ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، لأربع مرات، وملعب طنجة، مرة واحدة، وملعب "أدرار" في أكادير مرة واحدة أيضا، وبالتالي ستكون مدينة "البهجة"، هذه المرة، مضطرة لقبول طلب لجوء البيضاويين إليها، ولما لا الترحيب بهم بـ"الدقة المراكشية".

أول مباراة أجريت خارج البيضاء كانت سنة في 12 نونبر 2006، أقيمت في ملعب مجمع الأمير مولاي عبد الله برسم الجولة الخامسة، تم نفيها إلى مدينة الرباط عقابا لفريق الرجاء البيضاوي (المستقبل) بسبب أحداث شغب جماهيره، وانتهت بفوز الوداد بهدف لصفر، وأجريت مباراة العودة في الملعب ذاته، وانتهت بالتعادل هدف لمثله.

وفي الموسم الموالي 2007/2008، أجريت مباراتين في الملعب ذاته، لأسباب مختلفة، من بينها إخضاع ملعب مركب محمد الخامس لإصلاحات شاملة، وانتهت بفوز الرجاء ذهابا وإيابا (2-0)، و(0-1).

وفي موسم 2015/2016، نفيت المباراة إلى ملعب طنجة الكبير، حيث أقيمت في الثامن من شهر ماي، برسم الجولة 27، وانتهت بفوز الرجاء البيضاوي بثلاثة أهداف لصفر.

وفي موسم 2016/2017، نفيت المباراة إلى ملعب "أدرار" في مدينة أكادير، حيث أقيمت في السابع والعشرين من شهر نونبر، وانتهت بالتعادل (0-0).

طرح، في الفترة الأخيرة، إمكانية نفي "الديربي" خارج المغرب، على أن تقام في بلد عربي أعلن موافقته على استضافة اللاجئين من الديربيات العالمية، لكن خبراء النوايا الحسنة حذروا من هذه الخطوة، بداعي أن الاتحاد لكرة القدم "فيفا" لا يسمح بخوض مباريات الدوريات المحلية في بلد آخر إلا في الحالات القاهرة.

بعض العارفين بخبايا اللعبة وأسرار "الديربي"، أصبحوا مؤمنين بأن هذه المباراة فقدت الكثير من بريقها وقيمتها الرمزية وإشعاعها الدولي، فبعدما كان يقال، في وقت سابق، إنها "تحبس الأنفاس" و"ممنوعة على أصحاب القلوب الضعيفة"، أصبحت اليوم مثل عابر سبيل، الكل يتمنى مروره مرور الكرام حقنا لدماء الأشقاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان + 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى