الدار/ رضا النهري:
في كل يوم تكسب المسلسلات التلفزيونية أنصارا جدا في مواجهتها الشرسة مع الأفلام السينمائية، وهو ما تكرس مع مرحلة الحجر الصحي وظروف “كورونا”، حين ركزت القنوات التلفزيونية على عرض مسلسلات شهيرة وناجحة حظيت متابعة قياسية.
من بين آخر المسلسلات التي تحظى حاليا بنجاح ملفت، فيلم “المشاؤون”، وهو مسلسل رعب من إنتاج “أورانج تي في”، وهو أول إنتاج لهذه المؤسسة التي تريد أن تكون المقابل الأوربي لمؤسسة “نيتفلكس” الأمريكية.
مسلسل “المشاؤون” يعتمد على فكرة كلاسيكية في أفلام أو مسلسلات الرعب، وهي فكرة سبق التطرق إليها مرارا سينمائيا، خصوصا في أعمال عقد السبعينيات، وتتمثل القصة في أحداث متواصلة ومرعبة تجري حين يجد جماعة من الشباب، من هواة المشي في الطبيعة، أنفسهم محاصرين في قلب غابة مخيفة.
هذا المسلسل، الذي بدأ عرضه مؤخرا في عدد من القنوات الأوربية والأمريكية، يأتي في إطار استعادة أمجاد عدد من المسلسلات الشهيرة، حتى لو كانت أنتجت قبل عقود، والتي يتم إعادة عرضها مؤخرا، وتحظى بإقبال كبير، خصوصا في ظل إجراءات الحجر الصحي، والتي رغم تخفيفها، إلا أن هذه المسلسلات ظلت تحظى بمشاهدة غير مسبوقة.
الإقبال على إنتاج المسلسلات في هذه الفترة، لم يقتصر على الطرق الاحترافية والإنتاجات الضخمة، بل قد يتم أحيانا عبر وسائل بسيطة، من بين أبرز الأمثلة على ذلك، ما حدث لمخرج تلفزيوني أسترالي شهير، إيف لوك، وزوجته الممثلة الإسبانية، ماريا آلبينيانا، وحماتها العجوز، الذين وجدوا أنفسهم، فجأة، وسط شقة بمدينة بلنسية الإسبانية، يمضون اليوم تلو الآخر من دون أفق، بعد أن كانوا رتبوا كل شيء لحفل زفاف كبير، سيأتيه الضيوف من القارات الخمس.
غير أن كل شيء انقلب بشكل درامي منذ الخامس عشر من مارس الماضي، ووجد المخرج، والعريس في آن، وعروسه، والممثلة أيضا، والحماة القادمة من أستراليا، أنفسهم مجبرين على عدم مفارقة الشقة لأزيد من شهرين بعد أن أصبح حفل الزفاف في خبر كان.
لكن المثير أن العريسين الشابين، قررا أن يخلقا حدثا ثقافيا وتلفزيونيا غير مسبوق. وبما أن العريس مخرج والعروس ممثلة، فلم يكن يعوزهما سوى هاتف محمول، من طراز جدي، لكي يبدى في تصوير مسلسل عن حالة الحجر، وهو المسلسل الذي يعد بنجاح كبير، والذي يحمل عنوان “ملغى”، في إشارة إلى حفل الزفاف الملغى.