فيروس كورونا: القضاء الإسباني يلغي تدابير إغلاق في مدريد وأوروبا تسجل ارتفاعا قياسيا في أعداد الإصابات
أصدر القضاء الإسباني الخميس قرارا بإلغاء قيود الإغلاق التي فرضتها وزارة الصحة على العاصمة مدريد من أجل الحد من تفشي وباء كوفيد-19. وبررت المحكمة قرارها بعدم اختصاص الوزارة بفرض تدابير الإغلاق وتعديها على سلطات الحكومات المحلية. ويأتي قرار المحكمة في وقت تشهد فيه القارة العجوز ارتفاعا قياسيا في أعداد المصابين بالفيروس ما يثير المخاوف من بدء موجة ثانية من تفشي الوباء وصعوبة السيطرة عليه.
قضت الخميس أعلى محكمة إقليمية في العاصمة الإسبانية مدريد بإلغاء قيود فرضت للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد تطال ملايين الأشخاص في العاصمة، في وقت تبذل فيه حكومات أوروبية جهودا حثيثة لوقف ارتفاع أعداد الإصابات بكوفيد-19.
ويضاف قرار المحكمة الإسبانية إلى تعقيدات المهمة الحساسة أصلا المتمثلة بتحديد صرامة وفترة فرض القيود والإغلاق، والتي أنهكت الاقتصاد العالمي. وانضم صندوق النقد الدولي الخميس إلى النقاش محذرا من أن رفع القيود لا يضمن تعافي الاقتصاد وبأن التدابير الطوعية قد تلحق ضررا بالاقتصاد شأنها شأن القيود التي يتم فرضها.
وغرقت استراتيجية إسبانيا للتصدي للفيروس في إرباك الخميس عندما رفض قضاة الموافقة على أوامر إغلاق، معتبرين ان وزارة الصحة المركزية تخطت صلاحيتها في فرض التدابير، لأن السياسات المتعلقة بالصحة من مسؤولية الحكومات المحلية.
وسارع المسؤولون إلى ضبط الوضع وناشدوا الأهالي عدم مغادرة المدينة رغم قرار المحكمة، علما بأنه ليس لدى الشرطة صلاحيات قانونية لفرض غرامات على المخالفين والأوامر بالحقيقة لاغية.
وفيما أغلقت الحانات والمقاهي في أنحاء فرنسا وبلجيكا، تعمد دول من بينها النمسا وبلجيكا على تشديد الإرشادات المتعلقة باستخدام الكمامات الواقية وتدابير أخرى.
أوروبا في مواجهة موجة ثانية؟
وتسجل أعداد الإصابات اليومية معدلات قياسية في أنحاء القارة، حتى ألمانيا التي كثيرا ما امتُدحت لتعاطيها مع الأزمة، سجلت أكثر من 4000 إصابة جديدة في يوم واحد للمرة الأولى منذ أبريل.وحذر لوثار فيلر مدير معهد روبرت كوخ لمراقبة الامراض والوقاية منها في ألمانيا “قد ينتشر الفيروس بشكل خارج عن السيطرة”.
وفي الفئة العمرية المقابلة، حمل وزير الصحة الألماني مسؤولية ارتفاع عدد الإصابات إلى جيل الشباب. وقال وزير الصحة الألماني ينس شبان إن العديد من الشباب “يقيمون حفلات ويسافرون ويعتقدون بأنهم لا يقهرون”.
وتزامن الارتفاع في عدد الإصابات مع عطل الخريف في مناطق عدة من البلاد، ما دفع حكومة المستشارة أنغيلا ميركل لدعوة السكان لتجنّب السفر إلى الخارج.
“حانات مغلقة”
ولم تعلن أي دولة أوروبية بعد تدابير إغلاق عام جديدة، واختارت بدلا من ذلك فرض قيود محلية أو استهداف قطاعات خاصة.
وفي بلجيكا، أُغلقت حانات ومقاهي بروكسل المكتظة عادة لمدة شهر، ما يعيد إلى الذاكرة التدابير الأكثر تشددا التي فرضت في أوج أزمة كوفيد-19 في مارس وأبريل.
وفي فرنسا، ينوي المسؤولون تطبيق قيود أكثر تشددا في عدد من المدن الرئيسية، بعد يومين على فرض حالة تأهب صحية قصوى في باريس.
وأما إسكتلندا، ففرضت حظرا لأسبوعين على ارتياد الحانات في مدينتيها الرئيسيتين غلاسكو وإدنبره الأربعاء، ليزداد بذلك الضغط على رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لفرض تدابير مماثلة في إنكلترا.
من جهتها، فرضت السلطات البولندية على السكان وضع الكمامات في جميع الأماكن العامة اعتبارا من السبت، بعدما سجّلت البلاد حصيلة يومية قياسية للإصابات بلغت 4280 حالة.
الولايات المتحدة
وفي الولايات المتحدة، واصلت طريقة تعاطي الرئيس دونالد ترامب مع أزمة الوباء الهيمنة على الانتخابات الأمريكية، إذ أعلنت اللجنة المنظمة للمناظرة الرئاسية الثانية المرتقبة في 15 أكتوبر بينه وخصمه الديمقراطي جو بايدن أن الحدث سيجري عبر الإنترنت. لكن ترامب سارع للتأكيد بأنه لن يشارك في مناظرة كهذه قائلا “لن أقوم بمناظرة افتراضية”.
وأودى الفيروس بأكثر من 210 آلاف شخص في الولايات المتحدة، أكثر الدول المتضررة بالوباء. والمرشحان تخطيا السبعين ما يجعلهما من الفئة العمرية الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة.
وأودى فيروس كورونا المستجد بأكثر من مليون شخص وأصاب أكثر من 36 مليون شخص منذ ظهر في الصين في ديسمبر الماضي.
المصدر: الدار- وكالات