بونو.. ودادي واثق الخطى يمشي مَلَكاََ
الدار/ صلاح الكومري
حين رفض ياسين بونو تجديد عقده مع الوداد الرياضي، سنة 2012، رغم الإغراءات المالية الكبيرة التي قدمها له عبد الإله أكرم، رئيس الفريق الأحمر، وقتذاك، كان يدرك في قناعة نفسه، أن طموحاته أكبر من مواصلة مساره في الدوري الوطني، كان يرسم لنفسه مسارا رياضيا مغايرا عن الذي اعتاد أن يسلكه كثير من لاعبي البطولة، بل إنه كان مؤمنا، وواثقا من نفسه، أنه يمكنه أن ينجح، وباقتدار، في هذا المسار.
بونو، المزداد في مونتريال الكندية، في 5 أبريل 1991، اختار اللعب مع الكبار، كان يدرك أنه ليس أقل من حراس الدوري الإسباني، انضم إلى أتلتيكو مدريد، حيث اكتسب خبرة مهمة وهو ينافس البلجيكي تيبو كورتوا على التشكيلة الرسمية، تحت قيادة المدرب الأرجنتيني دييغو سيموني.
رغم أنه لم يحض بفرصة اللعب مع كبار الأتلتيكو، إلا أنه نجح، وباقتدار، في فرض نفسه مع الفريق الرديف، حيث لعب له 47 مباراة على مدار موسمين، كان الفتى مؤمنا أن اللعب للفريق الثاني لأحد كبار القارة الأوروبية، لا يقلل من قيمته، بل يجعله أكثر استعدادا لتحديات أكبر.
قبل أن ينتقل إلى أتلتيكو، خاض بونو نهائي دوري أبطال إفريقيا مع الوداد الرياضي أمام الترجي التونسي أواخر سنة 2011، وسنه لا يتجاوز 19 سنة، وجد الفتى، نفسه، وقتذاك، في نهائي بطولة دولية تحتاج حراسا ذوو خبرة وتجربة، ورغم هزيمة الفريق الأحمر بهدف لصفر في ملعب "رادس" الأولمبي، إلا أنه كان حاضرا بشخصية الحراس الكبار.
يمتلك بونو "كاريزما" مغايرة عن أبناء جيله، ربما لأنه ابن ثقافة كندية تمزج بين برودة الدم وحرارة الذات، ثقته عالية في نفسه، تسمح له بمواجهة الصعاب والتحديات بواقعية، يمتاز بنظرة حادة لما يجري حوله، يعرف كيف يؤدي عمله باقتدار، بما تيسر له إمكانيات، وهامش الخطأ في ممارسته الرياضية، ضئيل جدا.
لعب بونو لفريق "سرقسطة" في الدوري الاسباني الثاني، لموسمين، اكتسب خلالها تجربة مهمة، أهلته لحمل قميص المنتخب الوطني الأول باقتدار، في كثير من المناسبات، مع العلم أنه سبق له أن لعب للمنتخب الأولمبي، وشارك معه في نهائيات الألعاب الأولمبية في لندن سنة 2012.
بعد انتقاله إلى فريق "جيرونا" صيف 2016، نجح بونو في فرض نفسه داخل تشكيلة الفريق الأساسية، وخلال الموسم الحالي، نجح في أن يلفت الأنظار إلى أدائه، ويؤكد أنه واحد من كبار حراس أوروبا، وأنه لا يقل شأنا عن زميله السابق في أتلتيكو "كورتوا"، بل إنه يكاد يصل مرتبة "الطائر" تير ستيغن، حارس برشلونة، أحد أحسن الحراس في العالم.
يقدم بونو موسما استثنائيا مع "جيرونا"، وكان مصدر فوز الفريق في العديد من المباريات، آخرها أمام ريال مدريد، بمعقل الأخير "سانتياغو بيرنابو"، يوم أمس (الأحد)، ويقدم مستوى يذكر كثيرين بما قدمه قدوته الزاكي بادو مع فريق "مايوركا" سنوات الثمانينيات، خاصة وأن كلاهما ابن مدرسة الوداد الرياضي، لهذا لا غرابة حين تسمع البعض يردد عنه المثل العربي القائل: "هذا الشبل من ذاك الأسد".