هاشم مستور: قصة لاعب سقط ضحية أحلام وردية
الدار/ صلاح الكومري
حين بزغت موهبة اللاعب هاشم مستور، مع فريقه "إي سي ميلان" الإيطالي، أثقلت وسائل الإعلام الإيطالية والمغربية، كاهله بالمديح والثناء، ووصفته بـ"خليفة ميسي"، وجعلته يصدق تنبؤاتها بأن له مستقبلا مضمونا في الميادين، ومؤهلات تسمح له باللعب في برشلونة أو الريال، حتى اعتقد الفتى بأنه في غنى عن المثابرة والعمل والاجتهاد من أجل بلوغ الأحلام الوردية التي رسمتها له وسائل الإعلام.
التقى هاشم مستور اللاعب البرازيلي نيمار داسيلفا، في أحد الإعلانات الترويجية، وتبادلا مدافعة الكرة أمام وسائل الإعلام الدولية، بعد ذلك نودي عليه للانضمام إلى المنتخب الوطني، للمشاركة في مباراة رسمية أمام المنتخب الليبي، في 12 يونيو 2015، تحت قيادة الناخب الوطني السابق الزاكي بادو، بعد ذلك، حمّله كثيرون ما لا طاقة له على حمله، إذ اعتبروه من سيعيد للكرة المغربية أمجادها، وخبّرُوه سرا وجهرا: "أنت المهدي المنتظر".
رويدا رويدا، اكتشف العارفون بخبايا كرة القدم الإيطالية، بأن الفتى، لا يعدو إلا أن يكون بالون ضُغط هواء أكثر من طاقته، وأنه لا يختلف عن غيره من اللاعبين الشباب، فقرر فريق ميلان، التخلي عن خدماته سنة 2015 لفريق ملقا الإسباني، لعل وعسى يجد ذاته في "ليغا"، منبع المواهب العالمية، لكنه لم يستطع حتى أن يدخل قائمة الفريق في مباريات الدوري، واكتفى مدرب الفريق الأندلسي، وقتها، خابي غارسيا، باستدعائه لمباراة واحدة فقط.
انتقل هاشم مستور لفريق "فسي زيول"، الهولندي في موسم 2016/2017، وعجز، مجددا، عن فرض وجوده، فأدرك بأن مهاراته وإمكانياته أقل بكثير من أن تسمح له بالمشاركة في فريق أوروبي، لهذا اختار الرحيل، نحو الدوري اليوناني، حيث انضم إلى فريق "باص لاميا"، حيث عجز عن فرض مكانته، مجددا، وبات مستقبله الكروي في خطر، وموضع علامة استفهام بحكم أنه غادر الفريق اليوناني، أخيرا، نحو وجهة غير معلومة.
هناك من يرى أن هاشم مستور ضحية وكلاء لاعبين كان همهم أن يتاجروا في موهبته الطفولية، وجعلوا وسائل الإعلام تكيل له المديح، وترسم له أحلاما وردية غير قادر على بلوغ نصفها، حتى وصل، أخيرا، نقطة اللاعودة.