الرياضة

“الكلاسيكو”.. من المسؤول عن تكرار أحداث الشغب؟

الدار/ صلاح الكومري: تصوير: مصطفى الشرقاوي

حدث ما كان كثيرون يتخوفون منه، أحداث شغب دامية في مباراة "الكلاسيكو" بين الجيش الملكي وضيفه الرجاء البيضاوي، أمس (الأربعاء)، واستعمال مئات الشهب النارية، من جماهير الفريقين، حولت مدرجات ملعب الأمير مولاي عبد الله إلى كتلة لهب، تغطيها سحابة دخان، ناهيك عن اعتداءات على رجال الأمن.

كثيرون توقعوا سيناريو أحداث الأمس، كأن الشغب أصبح مرادفا لهذه المباراة، التي لا يمكن أن تمر دون مخلفات سلبية، فرغم دعوات بعض القياديين في "ألتراس" الفريقين، إلى الالتزام بالروح الرياضية، وتجنب ما من شأنه أن يخدش صورة كرة القدم الوطنية، ورغم دعوات بعض اللاعبين، من كلا الفريقين، جماهيرهما، إلى تجنب الدخول في مشاحنات، وعدم استعمال أي مواد من شأنها أن تلطخ صورة هذه المباراة، إلا أن كل هذه الدعوات، لم تجد آذانا صاغية، وذهبت أدراج الرياح.

رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات الأمنية للحيلولة دون استمرار أعمال شغب في الملاعب الوطنية، ورغم الإجراءات الكثيرة جدا التي اتخذت في هذا السياق، والتي تكلف خزينة الدولة ملايير الدراهم، ورغم تأكيد المسؤولين الأمنيين، في أكثر من مناسبة، على نهج خطط أمنية حديثة، معمول بها في أكبر البطولات العالمية، إلا أن هذه الظاهرة، تستمر في خدش صورة الرياضة المغربية.

الملاحظ، أن آفة الشغب، أضحت "آفة" تستفحل خلال السنوات الأخيرة في الملاعب الوطنية، وداء مزمنا في الملاعب الوطنية، وتتطلب وقفة تأمل لاستئصال هذا الجسم الدخيل الذي أصبح، في كثير من الأحيان، ينتشر إلى أبعد من محيط الملاعب، التي لا تسلم تجهيزاتها من التدمير والتكسير، في الشوارع ووسائل النقل والسيارات الخاصة والمحلات التجارية.

من وجهة نظر المختصين ومتتبعي الشأن الكروي الوطني، فإن حل هذه المعضلة، لا يجب أن يقتصر، فقط، على الإجراءات الأمنية أو الزجرية، بل يحتاج إلى برامج بعيدة الأمد للتوعية والتأطير في أوساط الجماهير، مع مواصلة تأهيل المنشآت الرياضية، وإشراك كافة المتدخلين دون إقصاء.

وسبق لأحمد بوزفور، رئيس قسم الأمن الرياضي في المديرية العامة للأمن الوطني، أن أكد، في تصريحات صحفية، نهج خطط أمنية حديثة للقضاء على الشغب في الملاعب، وأيضا لمنع تسريب المواد التي من شانها أن تساهم في اندلاع هذه الأحداث، وقال إن منع ظاهرة "الإلترات" في الملاعب المغربية، مدره "حصر المشاغبين وإبعادهم عن الملاعب الوطنية".

بعد كل الإجراءات التي اتخذت، في السنوات الأخيرة، للحد من هذه الظاهرة، من خطط أمنية، وإصلاحات، وندوات، وتوصيات، وملتقيات توعوية، وسن قوانين جديدة، وملايين الدراهم صُرفت في هذا السياق، رغم كل ذلك، يستمر الشغب شبحا يخيم ظله على الملاعب الوطنية، وبالتأكيد، سيستمر كذلك، ومن غير المستبعد، في ظل هذا الوقع، أن نشهد، في الأسابيع المقبلة، أحداث جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى