لقجع: قصة صعود ضابط “إيقاع” الكرة المغربية لرئاسة الجامعة
الدار/ صلاح الكومري
حين ظهر اسم فوزي لقجع، مرشحا لخلافة علي الفاسي الفهري في رئاسة الجامعة الملكية المغربية، سنة 2013، ودخل حلبة المنافسة على الترشح في مواجهة عبد الإله أكرم، رئيس الوداد سابقا، تساءل كثيرون، من يكون هذا الرجل، فارع القامة، ذا قسمات الوجه الصارمة والنظرات الحادة والخطاب المضبوط على إيقاع الديبلوماسية المغربية؟
دخل لقجع حلبة المنافسة على الرئاسة، جاهزا، كما لو كان قد خاض معسكرا تدريبيا خاصا لهذا النزال، ظهر مستعدا لخوض صراع وصل الأشواط الإضافية، ولم يُحسم إلا بتعليمات الاتحاد الدولي "فيفا"، وبعد تدخل جهات غير معلومة كانت وراء الإطاحة بالمنافس أكرم ولائحته، في ليلة تاريخية (12 أبريل)، امتدت إلى صباح اليوم الموالي (13 أبريل)، وشهدت حروبا طاحنة، كُسرت فيها الكراسي والأواني، وتعاركت الأيادي، وصاحت الحناجر شتما وسبا ولعنا.
في صباح الاثنين 13 أبريل، وبعد إعلان فوزي لقجع رئيسا، تأكد الرأي العام، أن هذا الرجل "البركاني"، إما أنه يحمل بركة أهل بركان، إما أنه يمتلك قوى، ليست بالضرورة خارقة، ولكنها مؤثرة، تدير كفة على حساب الأخرى، على هواها.
منذ شهره الأول في الرئاسة، باشر لقجع، المزداد في 23 يوليوز 1970، "ثورة" حقيقية في الكرة المغربية، على صعيد الأندية والمنتخبات، قام بإعادة هيكلة "شاملة" لجميع القطاعات الكروية، بل إنه خير الفاعلين في المجال، بين مسايرة "ثورته" أو الانسحاب، حينها، أدرك كثيرون أن هذا الرجل، خريج المعهد العالي للزراعة والبيطرة، يحمل طموحات تتعدى الإصلاح، ويتطلع لما هو أكبر.
بعد أن نجح مدير ميزانية الدولة، في ترجمة طموحاته على أرض الواقع، محليا، وجه اهتمامه نحو الاتحاد الإفريقي "كاف"، ونجح في ولوج الجهاز القاري، من منصب نائب الرئيس، محققا إنجازا ظل عصيا على المغاربة لعقود طويلة.
رغم أنه يشغل منصب نائب ثالث للرئيس، إلا أن لقجع، المهندس الزراعي، يعتبر سلطة مؤثرة في الجهاز القاري، حيث يدافع عن المصلحة الوطنية، كان من نتائج ذلك احتضان المغرب نهائيات كأس إفريقيا للمحليين 2018، وتوقيع اتفاقيات شراكة وتعاون في مجال كرة القدم، مع عشرات الدول الإفريقية.
كثيرون يعيبون على لقجع، حدته في اتخاذ القرارات، وعدم تسامحه أو تساهله مع من يسبحون ضد التيار، بل إن هناك من يصفه بـ"الرئيس المستبد"، الذي يصر على تطبيق القوانين بحذافيرها ولا يقبل فيها تهاونا أو نقاشا.
في أكثر من مناسبة، هدد لقجع بتقديم استقالته من جامعة الكرة، والرحيل نهائيا عن تدبير المشهد الكروي، لو ثبتت، نسبة ضئيلة، من صحة بعض الاتهامات التي توجه له. في إحدى المرات قال: "أنا مستعد أن أضع استقالتي الآن، على المباشر، لو ثبت أني أتدخل في التحكيم، سواء من قريب أو بعيد".
تنتهي ولاية رئاسة فوزي لقجع لجامعة الكرة في يوليوز 2021، وهناك من يرشحه للاستمرار رئيسا إلى سنة 2025، مادام حاملا لطموح ممتد وثورة متجددة.