الرياضة

الشهب النارية.. ألعاب “محظورة” ترسم الفرح

الدار/ صلاح الكومري

هي في الأصل ليست ألعابا نارية، بل أنوار اُخترعت خصيصا لبحارة المراكب العابرة للمحيطات، لطلب النجدة في حال واجهت خطرا ما في عرض المحيط، ظهرت مع بداية القرن التاسع عشر، وكانت تستعمل، أيضا، من طرف عمال المناجم، دليلا لتحديد عمق الأنفاق.

غزت الشهب النارية، أو ما يصطلح عليها في لغة المشجعين "الفيميجين"، ملاعب كرة القدم، بداية من الدوري الإنجليزي، سنوات السبعينات، وخاصة في مدينة ليفربول، حيث كان عمال الميناء، من أنصار الفريق الإنجليزي، يأخذونها معهم إلى مباريات فرقهم في الدوري، بحكم أنهم كانوا يشكلون النواة الحقيقية للمشجعين، بعد ذلك انتشرت في أوساط فصائل "الهوليغانز"، في عموم بريطانيا، ثم في جميع الدوريات الأوروبية.

ظهرت الشهب النارية في الملاعب المغربية أواخر التسعينيات، وبالضبط خلال مباراة "الديربي" بين الوداد والرجاء، برسم نصف نهائي كأس العرش، سنة 1998، في مدرجات ملعب مركب محمد الخامس، التي كانت مهد انطلاق الشرارة الأولى لهذه الشهب في باقي الملاعب الوطنية.

مع ظهور فصائل المشجعين "الإلتراس"، سنة 2005، أصبحت الشهب النارية، مرادفة لاحتفالاتها، خاصة أثناء استعمال ما يسمى بـ"التيفو"، وسنة بعد أخرى، غزت هذه الأسطوانات الصغيرة، أغلب بيوت المشجعين المتعصبين، بل إنها أصبحت لعبة في أيدي المراهقين، يستعملوها، أحيانا، في الأفراح والأعراس، ترسم لوحات فنية عشوائية، تطير مع الهواء، تاركة دخانا يصيب بالاختناق.

صحيح أنها، ممنوعة، قانونيا، في الملاعب الوطنية، بحيث أن الجامعة الملكية المغربية تفرض عقوبات على الأندية التي تلجأ جماهيرها إلى "الفيميجين" في التشجيع، إلا أن ذلك لا يمنع بعض المشجعين المتعصبين، خاصة المنتمين لفصائل "الإلتراس"، من تسريبها إلى الملاعب، بحيث يبتدعون طرقا وأساليب لإخفائها، والحيلولة دون ضبطها من طرف رجال الأمن.

بعض المشجعين تحدث إليهم موقع "الدار"، كشفوا أنهم يخفون هذه الشهب في وجباتهم السريعة، "السندويشات"، أو في قنينات المياه، أو يدسونها في ملابسهم الداخلية، وأحيانا، يتركوها في الملاعب، مدسوسة تحت الكراسي، حين تسمح لهم السلطات بتركيب "التيفو" في الليلة التي تسبق المباراة.

لا ينكر أحد من المهتمين بظاهرة التشجيع في الملاعب، اللوحات الفنية التي تساهم في رسمها الشهب النارية في المدرجات، فبعدما كان المجشعون في الماضي، يرتادون الملاعب من أجل متابعة فرجة كروية ممتعة، فوق أرضية الميدان، أصبح المشجعون، حاليا، يرتادون الملاعب لمتابعة الاحتفالات في المدرجات فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى