معهد أمريكي: استجابة المغرب لزلزال الحوز كانت “فورية” و تدبير المساعدات الدولية كان “موفقا”
الدار-المحجوب داسع
لازال التعاطي الناجع للمغرب مع أزمة زلزال الحوز، يستأثر باهتمام كبريات المراكز، و المعاهد البحثية العالمية.
معهد “واشنطن انستيتيوت” لسياسات الشرق الأوسط، أكد أن المغرب شهد غداة الزلزال المدمر، موجة من التضامن والحشد المجتمعي على نطاق واسع، مشيرا إلى أن ” صعوبة الوضع من الناحية اللوجستية والجغرافية تسهم في تفسير إحجام المغرب عن قبول جميع عروض المساعدة الدولية بشكل عشوائي”.
و أكد المعهد الأمريكي، ومقره واشنطن، أن استجابة المغرب لكارثة الزلزال كانت “كارثية”؛ حيث أعلن الديوان الملكي الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام عملًا بتوجيهات جلالة الملك محمد السادس، مع القيام على الفور بإنشاء لجنة وزارية لوضع برنامج لترميم المنازل المتضررة وإعادة بنائها، إلى جانب إصدار توجيهات ملكية تقضي بتقديم المساعدة الفورية للفئات التي تضررت من الزلزال، لا سيّما الأيتام، وتوفير الغذاء والماء والكساء والسكن المؤقت في المناطق المتضررة.
على المستوى المجتمعي، أوضحت المؤسسة البحثية الأمريكية، أن المغرب شهد موجة من التضامن والحشد المجتمعي على نطاق واسع، فقد تآزر المغاربة من كلّ حدب وصوب لدعم المناطق المتضررة من الزلزال وتحديدًا تلك الواقعة في المناطق الجبلية النائية، بمن فيهم ناشطون من المجتمع المدني ومدافعون عن حقوق الإنسان وأفراد من المجتمع.
و أضاف ذات المصدر أن هذه الاستجابة الجماعية لزلزال الحوز، حظيت بما تستحقه من ثناء على المستوى الدولي، إذ أكّدت استعداد المغرب لمواجهة هذه المأساة بموارده الخاصة وبدعم شعبه. وشرعت وسائل الإعلام الدولية لتسليط الضوء على وحدة المغاربة اللافتة للنظر, ومن المتوقع أن تستمر موجة الدعم هذه في الازدياد مع وصول شحنات المساعدات الكبيرة من مختلف المدن المغربية.
وعلاقة بموضوع “المساعدات الدولية”، الذي حاولت فرنسا، و الإعلام الفرنسي، توظيفه لأهداف سياسية محضة، شدد معهد واشنطن أن الحكومة المغربية صممت على استجابتها لعروض المساعدات الدولية بما يتناسب مع احتياجاتها وقدراتها الحالية.
و اعتبرت المؤسسة الأمريكية أنه عكس ما ذهبت إليه بعض المصادر، التي صوّرت هذا الرد على أنه رفض للمساعدة الأجنبية، فقد يشير العدد المحدود لفرق الإنقاذ الدولية على الأرض إلى التعقيدات اللوجستية والتنظيمية في هذه المنطقة.
و في هذا الصدد، أورد المصدر ذاته أن قبول المساعدات لا يقتصر فقط على تلقي السلع وتوزيعها على المحتاجين فحسب، بل يتطلب نهجًا جيد التنسيق يتضمن أحكامًا لوجستية وتنظيمية لتسهيل حسن سير عمليات المساعدة، وتتطلب هذه الجهود أعمالًا أساسية وموارد كبيرة، ما قد لا يتوفر بسهولة، لا سيّما في ظل الأزمة التي تواجهها السلطات المحلية في هذه اللحظة.
و بحسب معهد واشنطن، فإن المشاكل اللوجستية الكامنة وحواجز الطرق والافتقار إلى خطوط النقل الكافية، جعلت من الصعب استيعاب عدد كبير من فرق الإنقاذ الأجنبية ونقلها إلى المناطق المتضررة من دون تأخير جهود البحث والإنقاذ الجارية.
وعلاوة على ذلك، تضيف المؤسسة البحثية الأمريكية، ” يمثل الموقع الجغرافي للمناطق المتضررة تحديًا كبيرًا أمام التنقل ما سيتطلب من الأفراد غير الملمين بها قدرًا كبيرًا من الوقت للتعرف عليها والتمكن من عبور الأرض الجبلية للمنطقة.
و خلص معهد واشنطن إلى أن صعوبة الوضع تساعد من الناحية اللوجستية والجغرافية في تفسير إحجام المغرب عن قبول جميع عروض المساعدة الدولية بشكل عشوائي، إلا أن الحكومة أعلنت انفتاحها لتقبل المزيد من المساعدات الدولية مع مواكبة لأي تغيرات تطرأ على الوضع الحالي وبعد إجراء تقييمات دقيقة.