فن وثقافة

الروائي عبد الكريم الجويطي يرصد إسهام أفريقيا في تجديد وتطوير التشكيل الغربي

أبرز الروائي المغربي عبد الكريم الجويطي ، خلال ندوة نظمت أمس السبت بمدينة بني ملال، أن التشكيل الغربي مدين لإفريقيا التي ألهمته روح التجديد والإبداع في الأشكال ، وعدم النقل الحرفي للواقع، والحرية في التعبير الجمالي.



وقال الجويطي ، خلال الندوة التي نظمت في إطار مهرجان "عين أسردون الدولي للفنون التشكيلية" الذي اختتمت فعالياته أمس ، إنه لطالما هيمنت النزعة الهندسية الرياضية على الرؤية الفنية للتشكيل الغربي، قبل أن تفتح إفريقيا ، من خلال مكوناتها الطبيعية والإنسانية والاجتماعية والثقافية المتنوعة والمتعددة الغنية، أمام هذا التشكيل آفاقا جديدة تنهض على عدم محاكاة ميكانيكية للواقع، وتوظيف النور والضوء بكثافة، والجرأة في تحطيم الأشكال التقليدية المتوارثة.



وفي سياق متصل أشار الفائز بجائزة المغرب للكتاب (سنة 2017) في صنف الرواية، إلى تجربة دولاكروا الذي زار المغرب في أواخر القرن التاسع عشر وافتتن به واعتبره بمثابة "لوحات طبيعية باهرة وتلقائية مفتوحة على الدوام"، علاوة على تجربة جاك ماجوريل" (1886-1962) العاشق لألوان وأحياء وأزقة وأسواق مراكش بمشاهدها الغرائبية والمألوفة، والتشكيلي الألماني (1879-1940) بول كلي المولع بالفن الإسلامي خاصة الزخرفي الصوفي منه المنقوش في الأندلس ، والذي أحس في القيروان التونسية "بالنور ينبثق من الإنسان والأشياء.." . 



وفي معرض إبرازه للإسهام الافريقي في تطوير التشكيل العالمي، توقف صاحب رواية "المغاربة" عند تجارب افريقية على غرار تجربة سيزار سانغور، وأخرى مغربية اجترحها كل من الشرقاوي وبلكاهية والقاسمي، والتي ارتقت إلى العالمية من خلال إغنائها للثقافة والتشكيل العالمي، واعتمادها تقنيات جمالية تجديدية وتثويرية للأشكال والأحجام والمضامين.



بدوره رصد الباحث عز الدين نزهي، الأكاديمي والناقد التشكيلي أوجه مساهمة الفن الإفريقي على الفن الغربي" من خلال توظيف المواد والأشكال المتنوعة غير الاعتيادية، وقوة الأسلوب التشكيلي المرتكزة على البساطة والإبهار، مشيرا إلى أن هذا الأثر الجمالي، الذي مارسته المنحوتات التشكيلية الافريقية على الخصوص و التي اعتمدت التنويع وتوظيف الوجوه وأشكالها المختلفة، تجاوز تلك النزعة الأكاديمية المنغلقة لدى المدارس التشكيلية الغربية.



يذكر أن مهرجان "عين أسردون أجذير إزوران" الذي نظمته جمعية "منبع للفنون التشكيلية" (17-20 أكتوبر) تحت شعار "بني ملال بلمسة افريقية"، بدعم من وزارة الثقافة والاتصال ومساهمة عدد من المجالس المنتخبة، عرف مشاركة فنانين تشكيليين من ثمانية بلدان اضافة الى المغرب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى