الرياضة

الإقصاء من “الكان”.. من يتحمل المسؤولية؟

الرباط/ صلاح الكومري

من يتحمل مسؤولية خروج المنتخب الوطني المغربي من الدور الثاني في نهائيات كأس إفريقيا؟ أهو المدرب هيرفي رونار، الذي قد يكون أخطأ في بعض اختياراته التقنية؟ أم فوزي لقجع، رئيس الجامعة، الذي قد يكون أخطأ حين منح الضوء الأخضر للمدرب، أم أن للاعبين النصيب الأكبر.

لمعرفة من يتحمل مسؤولية هذا الاقصاء، لابد من العودة، قليلا، إلى الوراء، للبحث عن أسباب الإقصاء من الأدوار الأولى في الدورات السابقة 2006، 2008، 2012، 2013، 2017، لأن ظروف المشاركة في هذه الدورات متشابهة جدا لظروف مشاركتنا في دورة مصر 2019، وسياقات إقصائنا، واحدة، لا تتغير.

في كل الدورات السابقة، كان الجمهور المغربي يعقد آمالا كبيرة على المنتخب الوطني، للعودة باللقب، حتى أن بعض المنابر الإعلامية كانت تبيع الوهم للجمهور، حين تدعي أنه لدينا كل الإمكانيات التي تخول لنا العودة باللقب برأس مرفوع، مع أن الحقيقة غير ذلك.

الأمر نفسه، تكرر قبل نهائيات كأس إفريقيا الحالية في مصر، كثيرون اعتقدوا أن المستوى الذي ظهر به المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم، يشفع له بالذهاب بعيدا في أي منافسة يخوضها، ويشفع له بالفوز بالكأس الإفريقية، في أجواء مناخية مغايرة عن التي أجري فيها المونديال.

بقدر ما يسأل هيرفي رونار، الناخب الوطني، عن بعض اختياراته للاعبين، بقدر ما يسأل فوزي لقجع، كذلك، عن السلطات النافذة التي منحها للمدرب الفرنسي لاختيار اللاعبين وفق قناعاته وقراراته، دون حسيب أو رقيب.

يُسأل هيرفي رونار عن اعتماده على لاعبين، غير جاهزين، (خالد بوطيب، مروان داكوستا، أشرف حكيمي)، مقابل إغفاله لاعبين، جاهزين، يمارسون في البطولة الوطنية، يعرفون المنافسات القارية جيدا، بل إنهم خبروا "الأدغال" الإفريقية، من بينهم لاعبو الوداد الرياضي، وليد الكرتي، عبد اللطيف نصير، صلاح الدين السعيدي، الذين صالوا وجالوا مع الفريق على مدار المواسم الثلاث الأخيرة في إفريقيا بلدا..بلدا، وأيضا بدر بانون، مدافع الرجاء البيضاوي، الذي حظي في إحدى المرات بثقة رونار في بعض المباريات الودية.

يحتاج المنتخب الوطني لقرار شجاع من أجل تغيير طريقة تسييره وإعداده للمنافسات القارية، فإذا كانت الجامعة الملكية المغربية، حريصة ومتشددة في تطبيق البرامج الاحترافية مع الأندية الوطنية، من أجل خلق بطولة احترافية، فما الجدوى، إذن، من هذه البطولة، وما الغرض منها، مادام لا يُعتمد على لاعبيها في المنتخب الأول؟

Zone contenant les pièces jointes

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

9 + ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى