المواطن

ميلاد تنسيق محلي لمواجهة ظاهرة الاستيلاء على أراضي الدولة بإقليم بن سليمان‎

الدار/ بوشعيب حمراوي

قال يوسف بن الصباحية رئيس المكتب الإقليمي للهيئة المغربية لحقوق الإنسان بابن سليمان، إن مجموعة من الهيئات والمنظمات الحقوقية والحزبية والنقابية، دخلت على خط ما بات يعرف بظاهرة الاستيلاء على أراضي الدولة بالإقليم. والتي عادت لتتفجر أخيرا، بعد تسريب عملية  تحوز ودادية رؤساء المصالح الخارجية على أرض بقلب المدينة، من أجل بناء فيلات ما (240 و300 متر مربع)، لمنخرطيها. 

وأضاف أنه تم إحداث تنسيقية محلية مفتوحة في وجه كل الجهات المعارضة للظاهرة. وضمت في بدايتها إضافة إلى الهيئة المغربية لحقوق الإنسان،  الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الحزب الاشتراكي الموحد، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والنقابة الديمقراطية للجماعات الترابية التي فجرت موضوع الودادية.

وأضاف أنه لا يمكن السماح بحصول أي جهة كانت على  أراضي تابعة للأملاك المخزنية، من أجل إنجاز تجزئة عبارة عن فيلات فخمة، في الوقت الذي تعرف فيه مدينة بن سليمان خصاصا مهولا في السكن.

مشيرا إلى  انتشار عدة دواوير عشوائية متاخمة لأحياء المدينة بعضها، لا يبعد عن مكان الأرض المراد الاستيلاء عليها سوى بعشرات الأمتار ( دوار الرملية).

وكذا تواجد 12 أسرة من المكفوفين والمعطوبين داخل ملجأ متعفن بضواحي المدينة، بنايات آيلة للسقوط بأسقف من القصدير المتلاشي، حيث تسربات مياه الامطار، والرطوبة، وحرارة الشمس الخانقة للمرضى والأطفال. ومرحاضين متعفنين جماعيين ببابين مكسورين.  

وأضاف أن محاولة الاستيلاء على أراضي الدولة، انطلقت منذ بضع سنوات خلت، و أنه تم التراجع عنها، بعد أن تعالت أصوات الرفض من طرف مجموعة من الهيئات. حيث أصبحت موضوع رأي عام بسبب مقالات صحفية عديدة. إلا أن أصحاب الودادية مصرون على الاستيلاء على هذه الأرض بكل الطرق مستغلين عامل الوقت و النسيان و السرية لتمرير الصفقة و معتمدين أيضا على استغلال مناصبهم و علاقاتهم في خرق سافر للقانون.

واعتبر أن المحاولة الجديدة، تضرب في العمق توجه الدولة الرامي إلى توفير السكن المنخفض التكلفة للإجابة عن الاحتقان الذي يعرفه المغرب بسبب غياب السكن الاقتصادي و انتشار دور الصفيح التي تفقد المواطن كرامته الإنسانية.  ومبرزا تراكم الإحساس بالحكرة و الإقصاء لدى المواطن البسيط. كما حدث و يحدث في مجموعة من المناطق بالمغرب.

 وأكد تسجيل الهيئات السياسية و النقابية و الحقوقية المشكلة للتنسيق، حالة التذمر و السخط الذي رافق و يرافق خبر محاولة الاستيلاء على هذه الأرض التابعة للأملاك المخزنية، والمتواجدة بالقرب من المدرسة الفندقية بابن سليمان.

وأعلنت التنسيقة التي شكلت للدفاع عن المصالح الاجتماعية و الاقتصادية للساكنة، في بلاغ لها عن رفضها عملية التفويت التي وصفتها بغير الأخلاقية و اللاقانونية.  و دعت لاستغلال أراضي الدولة في برامج للقضاء على دور الصفيح و توفير السكن للمعوزين.

وعبرت عن استعدادها للتصدي لعملية نهب أراضي الدولة بكل الطرق القانونية، وعزمها عقد ندوة صحفية للإعلان عن البرنامج النضالي الذي ستخوضه التنسيقية لاحقا. كما دعت كل القوى الحية و جميع ساكنة بن سليمان للالتفاف حول التنسيقية من أجل التصدي لنهب ما تبقى من أراضي الدولة النادرة من طرف من يستغلون مراكزهم و علاقاتهم الوظيفية للاستيلاء عليها.

وفي نفس الموضوع، عاد رشيد زيانوي رئيس نقابة موظفي الجماعات الترابية، للتلويح في صفحته الرسمية على موقع التواصل الفايسبوك، بقرب تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر عمالة ابن سليمان. وتنظيم مسيرة الموظفين في اتجاه مدينة الرباط. من أجل وقف مشروع التجزئة.

يذكر أن مصطفى الشمامي رئيس الودادية، سبق أن أكد في تصريح لموقع الدار أن اسم الجمعية تم تغييره إلى (ودادية أطر ومستخدمي) ابن سليمان. على أساس أنه من حق أي موظف عمومي بتراب الإقليم بجميع القطاعات العمومية، أن ينخرط بالودادية، وله الحق في الاستفادة وفق الترتيب الجاري حاليا. مؤكدا أنه من أهم شروط الانخراط والاستفادة أن يكون الموظف يعمل حاليا داخل تراب الإقليم. وأن يكون قادرا على تسديد الأقساط التي سيتم تحديدها وفق آجلا محدد قد لا يتعدى السنتين.  

وكشف الشمامي مدير معهد التكوين المهني بابن سليمان، للدار أن هناك تسع وداديات في الطريق إلى إخراج مشاريع سكنية تهم مجموعة من القطاعات. وأنه يجب العمل على تضافر جهود كل الموظفين من أجل إنجاح المبادرة. والبحث عن مبادرات أخرى لكي يستفيد كل الموظفين المحرومين من السكن، وفق مداخيلهم المالية.

وبخصوص مشروع التجزئة قال الشمامي إن بها 100 بقعة أرضية، مساحة كل واحدة ما بين 240 و300 متر مربع. وأن المنخرطين سيستفيدون من فيلات شبه منتهية البناء (سومي فيني). وسيعمل المكتب جاهدا على تخفيف ثمن الفيلا. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة + 8 =

زر الذهاب إلى الأعلى