الرياضة

الجمهور أكبر غائب: هل فشلت مصر في تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا..؟

الدار/ عماد الدراز

انتهت منافسات كأس أمم إفريقيا في مصر بقليل من الكرة وكثير من الجدل، فأغلب المنتخبات ظهرت بمستويات متواضعة، ولم تفرز لنا المنتخبات نجوما جدد، واستمر الجدل حول الفار، لكن السياسة كانت الحاضر الأكبر في منافسات حاولت مصر إنقاذها فأفشلتها.

ولم يتعود متابعو منافسات كأس إفريقيا للأمم على مشاهدة ملاعب فارغة، خصوصا في بلد يقارب عدد سكانه المائية مليون نسمة، بشعب لا يعوزه الشغف لكي يحول ملاعب البلاد إلى كتلة من الحماس.

ومنذ أن تم إقصاء المنتخب المصري من الدور الثاني، فإن الجمهور المصري قرر معاقبة منتخبه، بل سلطات بلاده بكاملها وغاب عن الملاعب بشكل شبه كلي، ولم تبق سوى الجماهير القليلة للمنتخبات المتنافسة، على رأسها الجماهير التونسية والجزائرية، وأيضا المغربية، التي عاكسها الحظ وخرج منتخبها في وقت مبكر.

وفي مباراة النهاية بين المنتخبين الجزائري والسنغالي، كانت الصدمة قوية لجماهير الكرة، حين عاينوا أن نصف ملعب النهائي فارغ من الجمهور، وبه فقط الجماهير الجزائرية والسنغالية، مع أعداد قليلة جدا من الجمهور المحايد.

وبدا واضحا أن الإحراج الذي تسبب فيه هذا الغياب الجماهيري كان مؤلما للسلطات المصرية، وهو ما انعكس، بشكل ساذج، على طريقة نقل المباراة، حين تعمد مخرج مباراة النهاية على تجنب إظهار المدرجات الفارغة، وهو ما أثر بشكل جدي على جودة واحترافية نقل المباراة تلفزيا.

وربما وجد كثير من المصريين في المنافسات الإفريقية مناسبة سانحة للانتقام من حكومة بلادهم، في ظل الارتفاع المهول للأسعار في مختلف القطاعات، وتعويم الجنيه وتعقيدات اجتماعية كثيرة لم تكن موجودة قبل ثورة 25 يناير، فصارت معيشة المصريين حاليا أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل الثورة.

كما أن أغلب جماهير الكرة المصرية تتعاطف تلقائيا مع فريق الأهلي المصري، وهو فريق يعرف عنه أنه "شبه معارض" للسلطات المصرية، ليس اليوم فقط، بل في كل الأزمنة، مقابل "فريق الموالاة" المتمثل في فريق الزمالك، والذي له قاعدة جماهيرية ضعيفة.

جمهور الأهلي لا ينسى لسلطات مصر عداءها لنجمها الأبرز، أبو تريكة، الذي يعتبر اليوم منفيا عن بلاده، ونادرا ما يجرؤ الصحافيون الرياضيون في مصر على مدحه في القنوات التلفزيونية أو الصحف المصرية.

ويبدو أن كأس إفريقيا للأمم التي انتقلت على مصر بشكل مفاجئ من أجل إنقاذها، تحولت إلى عبء على ظهر المصريين.. حكومة ومنتخبا وشعبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى