المواطن

الجريمة والعقاب.. والجمعيات المطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام

الدار – أحمد الخليفي

يعيش المغرب هذه الأيام على وقع جرائم مروعة، تعيد إلى الأذهان صورا من جرائم شاهدها الناس في الأفلام فقط، لكن هناك جرائم لم يستطع أكثر المخرجين وكتاب السيناريو براعة تخيل بشاعتها، مثلما حدث في مقتل الشابة حنان وذبح السائحتين.

وبما أن المصائب لا تأتي فرادى، فإن الجرائم البشعة جاءت مجتمعة هذه الأيام، من بينها اغتصاب طفل وخنقه، والتعذيب الفظيع لحنان وقتلها، واغتصاب شابة من فاس وإحراق جثتها بالبنزين، وقبل ذلك الجريمة المروعة عبر ذبح سائحتين اسكندنافيتين.

أكيد أن هناك جرائم بشعة كثيرة حدثت في السنوات الماضية، لكن ما شاهده الناس مؤخرا يدق ناقوس خطر وينبه، من يحتاج إلى تنبيه، إلى كون المجتمع يعرف تحولات غريبة وتبرز فيه عاهات اجتماعية ونفسية على قدر كبير من الخطورة.

وعندما صدر حكم قضائي على الوحوش التي ارتكبت ما يعرف بجريمة "شمهروش"، كانت الصدمة قوية، ليس من حكم الإعدام في حق الجناة، لأنه أقل جزاء يستحقونه، بل كانت الصدمة من انتفاضة جمعيات تسمي نفسها حقوقية، والتي انتفضت عن بكرة أبيها لإدانة حكم الإعدام.

الذين شاهدوا الشريط المقزز الذي تم تداوله عبر الواتساب للجريمة المقززة، وكثيرون منهم لم يكملوا مشاهدة الفيديو لبشاعته، سيحسون بالقرف من دعوات هذه الجمعيات التي لا تأبه بحياة الأبرياء، لكنها تنتفض غاضبة في كل مرة يصدر حكم إعدام على مجرمين ومنحرفين غاية في الخطورة.

والمثير في فكر هذه الجمعيات هو أنها تقول إن أحكام الإعدام تتعارض مع المبدأ الإنساني في الحفاظ على الحياة الإنسانية، وهي في هذه تعاني بالتأكيد من خلل نفسي رهيب، وربما من مرض حقيقي عضوي ونفسي، حيث تتناسى، عمدا، الحياة التي سلبها المجرد لضحيته، وتدافع بحماس عن حياة المجرم.

أكيد أن سدنة هذه الجمعيات الغرائبية شاهدوا الفيديو المروع لما حدث للراحلة حنان، وأكيد أن المغاربة قاطبة لن يقبلوا بغير الإعدام في حق ذلك الوحش الآدمي، الذي يستحق الإعدام ألف مرة، لكن بمجرد أن يصدر الحكم في حقه، ستنتفض هذه الجمعيات مجددا لإدانة الإعدام، وستطالب بحق المجرم في الحياة، بعدما سلب حياة ضحيته بأكثر الطرق بشاعة.

إنها حالة يصعب تصديقها، وأقل ما يمكن أن يفعله أعضاء هذه الجمعيات هو أن يبحثوا فورا عن أقرب طبيب نفسي لإخضاع أنفسهم لعلاج عميق ومعمق، فحالتهم لا يمكن أن تكون طبيعية.. أبدا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة + 8 =

زر الذهاب إلى الأعلى