صحة

ماذا نعرف حقا عن الأطعمة التي نأكلها؟

تناولت صحيفة لوفيغارو الفرنسية -بشيء من الطرافة- ما ينسجه الخيال البشري من قصص وأساطير حول الأطعمة وتأثيرها الخارق، مقابل ما يثبته العلم عن حقيقة تلك الأطعمة، وهو يتعارض غالبا مع التصورات الصادرة عن الخيال الشعبي.

كعكة المادلين
وفي مقال بالصفحة العلمية من الصحيفة، بدأت الكاتبة كريستين بودري استعراض الأطعمة بوحي من رواية مارسيل بروست "البحث عن الزمن الضائع"، التي وصف فيها تجربة تفيد بأن رائحة كعكة المادلين تؤدي إلى تدفق الذكريات لديه، وهي تثبت ما يسميه علماء الأعصاب الذاكرة الترابطية غير المباشرة.

وهي -حسب الكاتب- آلية دماغية رئيسية شرحها الباحثون في كل من المعهد الوطني للبحوث الزراعية والمعهد الوطني الفرنسي للبحوث الصحية والطبية، من خلال إظهار أن الحصين ومستقبلات كانابينويد تلعب دورا أساسيا في الترابط بين المفاهيم الحسية والذكريات، وهي تؤثر على سلوكنا من خلال علاقتنا بالأشياء والأماكن والأشخاص.

الثوم النيئ
يذكر المؤرخ اليوناني هيرودوت أن العبيد الذين كانوا يشيدون الأهرامات المصرية قاموا بإضراب بسبب تخفيض حصصهم من الثوم، ويقول الكاتب إنهم كانوا على حق لأن الثوم النيئ له خصائص مفيدة للقلب والأوعية، وهو مضاد للكوليسترول وللبكتيريا، كما أن الثوم الأسود غني جدا بالمركبات المضادة للأكسدة.

الليمون القلوي 
يدعي مروجو عصير الليمون أن شربة منه مخلوطة بقليل من الملح تزيل الحمض من الجسم، وكدليل على ذلك فإنهم يزعمون أن بول من يشرب الليمون يكون أقل حمضية.

والحقيقة هي –حسب المقال- أنه لا يوجد دليل على أن حموضة البول تعكس حموضة الجسم كله، ولا يوجد طعام يمكن أن يغير التوازن الفسيولوجي المعقد للجسم.

الموز فاكهة الجهد
يمنح الموز –حسب الصحيفة- للرياضي طاقة كبيرة، لأن كل مئة غرام من الموز تحتوي على تسعين سعرة حرارية، كما أن فيه عناصر من المغنيسيوم والبوتاسيوم تعين على الوقاية من التشنجات وآلام الجسم والتعب، وهو غني بفيتامين "ب"، وهو غذاء للرياضي وللطفل.

القهوة لهضم أحسن
تعتبر فعالية القهوة بالنسبة للهضم مؤكدة على نطاق واسع من خلال البحث، ويتم التحقق من صحتها من قبل جميع أولئك الذين قاموا بالتجارب -حسب الكاتبة- مشيرا إلى أن بعض المقالات الطبية توضح أن الكافيين يسبب إفراز الأدرينالين الذي يزيد تقلص القلب وتدفق الدم إلى البطن.

الدهون والكربوهيدرات
إن النظام الغذائي الكيتو يحظر كل الكربوهيدرات؛ كالحبوب والبطاطس والوجبات الجاهزة والحلويات، والكعك والحليب والفواكه، وحتى بعض الخضراوات، وهو يسمح فقط بالأطعمة الغنية بالدهون والبروتين والزيوت والزبدة والبيض واللحوم والأسماك والأفوكادو والمكسرات.

ويعلق الكاتب بأن حرمان الجسم من الكربوهيدرات يجبره على استخلاص الطاقة من مخازن الدهون، وسبب ذلك في مرض الكيتوزية الذي يؤدي إلى فقدان الوزن مع الغثيان والإمساك والتعب والصداع والتشنجات، كما يسبب وجود الرائحة الكريهة في الفم.

استرخاء قبل الطعام 
الاسترخاء والتأمل قبل الطعام يحفز التذوق، أما التفكير العميق فلا ينصح به أثناء الأكل، لأنه يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية.

المشويات
قال الكاتب إن روائح الخبز المحمص والدجاج المشوي الزكية تعلن عن تكون مركبات سامة، مشيرا إلى أن حمرة الأطعمة بسبب النار وكرملة اللحوم ينتجان بالفعل عن تحول الكربوهيدرات والبروتينات تحت حرارة الشواية.

وأوضح المقال أن الأكريلاميد التي تتكون من الأطعمة الغنية بالنشا كالخبز أو البطاطس مسببة للسرطان، كما أن الهيدروكربونات العطرية تسبب أيضا ارتفاع ضغط الدم واضطرابات القلب والأوعية الدموية.

طماطم سوداء وجزر أصفر 
تحتوي النباتات ذات التدرجات اللونية الأرجوانية على مادة البيتالين، أما البطاطس البنفسجية والباذنجان والكرز فإنها غنية بالأنثوسيانين، في حين أن القرع والجزر يحتويان على الكاروتينات الغنية بفيتامين"أ".

وتتدرج فئة الفلافونويد المضادة للسرطان من الأصفر إلى ما فوق البنفسجي، ولها لون التفاح والكمثرى والعنب والنبيذ، كما ورد في المقال.

عصير الأعشاب 
ويقول الكاتب إن فكرة استهلاك الأوراق وسيقان النباتات دون الثمار والبذور قد توفر لنا الكثير من المعادن والفيتامينات، لكن بشرط أن نكون حذرين ودقيقين في طريقة الإعداد، غير أن البعض لا يكترث بطريقة التحضير ويستهلك عصير الأعشاب تحت تأثير الموضة فحسب.

الحلوى مع المكمل  (E171) 
قررت الحكومة الفرنسية إزالة ثاني أكسيد التيتانيوم (E171) من جميع الأطعمة عام 2020، لأنه يؤدي إلى التهاب الأمعاء والسرطان، إلا أنه ما يزال مسموحا به في معاجين الأسنان، حسب المقال.

الكركم مضاد للأكسدة
وأبرزت العديد من الدراسات فضائل الكركم على الجهاز الهضمي، لأنه يحتوي على مواد مضادة للالتهابات، ومضادات للعدوى ومضادات الأكسدة.

وهذه الخاصية الأخيرة –حسب الكاتبة- تجعله ضمن الأدوية "المضادة للسرطان"؛ بفضل مركب الكركمين والبوليفينول الذي يعمل بشكل خاص على أورام المعدة، إلا أن الإفراط في استعماله يؤدى إلى حدوث أضرار جسيمة في الكبد.

الكفير بكتيريا جيدة
إن مجموعات الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا والخمائر وحبوب الكفير، عند جعلها في الحليب أو عصير الفاكهة الحلوة، تنتج المشروبات المخمرة (حليب الكفير أو فاكهة الكفير) التي تطفئ العطش، وهي غنية بالبروبيوتيك.

الصوديوم أم البوتاسيوم؟
وقال الكاتب إن المعادن الأساسية لترطيب الجسم، كملح الطعام أو كلوريد الصوديوم، تشارك في انتقال النبضات العصبية على شكل تقلص عضلي، ولكن استهلاكها بكميات أكثر من اللازم (ما يتجاوز ثمانية غرامات لليوم للرجال أو 6.5 غرامات لليوم للنساء والأطفال) يعرض الشخص لارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان المعدة أو هشاشة العظام، إلا أن كلوريد البوتاسيوم أفضل لأنه يحمي الشرايين.

الأطعمة المقوية للجنس
هذه الأطعمة –كما أورد المقال- تعد مقويات جنسيا، وإن لم تثبت فعاليتها علميا، وهي الكاكاو والكرفس والهليون والمحار والثوم، وكذلك التوابل كالزنجبيل والقرفة والزعتر والزعفران.

المصدر : وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى