عهد دبلوماسي مميز ينتهي: السفير لي تشانغلين يختتم ولايته بعد أربع سنوات من التقارب المغربي الصيني

الدار/ كلثوم إدبوفراض
بكلمات امتزج فيها الود والامتنان، أعلن السفير الصيني بالمغرب، لي شانغلين، قرب انتهاء مهامه الدبلوماسية بعد عيد العرش، واضعًا بذلك نقطة ختام لمسار امتد لأربع سنوات و3 أشهر، تميز خلالها بحضور لافت ونشاط دؤوب في تعزيز العلاقات المغربية الصينية، حيث شهدت فترة ولايته تقدماً ملموساً على مختلف المستويات.
فمنذ تعيينه، لم يكتفِ السفير لي تشانغلين بدوره التقليدي، بل تحوّل إلى فاعل رئيسي في دفع عجلة التعاون الثنائي، سواء في مجالات الاقتصاد والاستثمار، أو في ترسيخ التفاهم الثقافي بين الشعبين، حيث قاد جهودًا ناجحة لتوسيع مجالات التعاون لتشمل قطاعات حيوية مثل صناعة السيارات، الطاقة النظيفة، والنسيج، مع حرصه على استكشاف مختلف جهات المملكة والتفاعل المباشر مع مكوناتها المجتمعية. وقد انعكست هذه الدينامية على مستوى العلاقات الرسمية والشعبية بين البلدين.
وطيلة فترة ولايته، ترك السفير بصمات واضحة في تقريب وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية، خاصة قضية الصحراء المغربية، حيث لعب دورًا في تعزيز تفهم الصين لموقف المغرب، مستندًا في ذلك إلى مبادئ السيادة والوحدة الترابية التي تجمع البلدين.
كما برز اهتمامه بالحياة اليومية المغربية، فكتب عنها مقالات متنوعة تناولت تقاليد الضيافة والعمارة وفنون الطبخ، حتى أن زوجته، التي رافقته لاحقًا إلى المغرب، أبدت إعجابًا كبيرًا بالمطبخ المغربي، وقررت الترويج له داخل الصين، في خطوة تعبّر عن عمق التبادل الثقافي والاندماج الأسري أيضًا.
في خطابه الوداعي، عبّر السفير لي عن امتنانه للعلاقات التي نسجها داخل المغرب، مؤكدًا أن هذا البلد سيظل حاضرًا في وجدانه، وأعرب عن أمله في العودة، ربما بمناسبة كبرى كمونديال 2030، في إشارة رمزية إلى عمق الارتباط الشخصي والمهني الذي جمعه بالمملكة المغربية.
ومع نهاية مهمته، تنطلق مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية، محمّلة بإرث دبلوماسي وإنساني سيبقى شاهدًا على حقبة مميزة من التقارب المغربي الصيني.