وحيد خليلودزيتش.. وتخصيب اليورانيوم.. وأشياء أخرى.. !
الدار أحمد الخلفي
عمليا، يبدو مسؤولو الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على وشك الإعلان الرسمي للتعاقد مع المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش، خلفا للمدرب الفرنسي هيرفي رونار، الذي رحل إلى السعودية.
حتى الآن فإن أول مشكلة مع المدرب المقبل تتمثل في اسمه، إذ من الصعب على الكثيرين نطق اسم وحيد خليلودزيتش، وحتى كتابته تبدو متعبة، وكثير من المذيعين في التلفزيون أو الراديو سيرتبكون عند قراءة الإسم الكامل للمدرب، لذلك يبدو الحل الأنجع لهذه المعضلة هو نطق اسمه الأول فقط.. وحيد.. تماما كما كان يحدث في قناة "ميلودي تتحدى الملل".
المشكلة الثانية في وحيد هي راتبه، لأن الناس لا يعرفون حتى الآن هل سيتلقى المدرب مائة مليون سنتيم أو مائة وعشرين مليون أو مائة وخمسين مليون. وعموما فإن التقديرات تدور حاليا حول مليار وخمسمائة مليون سنتيم سنويا، دون أن تدخل في الإطار المكافآت وغيرها مما يصطلح عليها بـ"أشياء أخرى".
من الطبيعي أن كثيرا من المغاربة سيصرخون غضبا ويقولون إن مليارا ونصف في العام يمكن أن نبني بها الكثير من المستوصفات والمدارس، وهؤلاء، هم في الغالب، أولئك الذين يغمى عليهم في المنازل والمقاهي حين يخسر المنتخب المغربي أو يضيع لاعب ضربة جزاء في الدقيقة التسعين.
المشكلة الأخرى مع "وحيد بيك" هي أنه كان مدربا للمنتخب الجزائري بين سنوات 2011 و2014، وخلال هذه السنوات الخمس لم يحصل المنتخب الجزائري على شيء، وكل ما فعله وحيد هو أنه حاول صنع منتخب، وفي النهاية غادر من دون أن يترك خلفه تركة جديرة بالاحترام، وبعد أربع سنوات فقط من مغادرته، استطاع مدرب جزائري ابن البلد، اسمه جمال بلماضي، أن يقود منتخب بلاده إلى الفوز بكاس أمم إفريقيا المنظمة في مصر.
المشكلة، إذن، أننا أخذنا مدربا لم يفز مع المنتخب الجار بأي شيء، وجعلناه مدربا لمنتخبنا الذي نريده أن يفوز بالألقاب، بينما المنتخب الجار فاز باللقب القار مع مدرب وطني كان مغمورا على وقت قريب، ونحن لا نريد التعاقد مع مدرب وطني!
في الأخير، كثير من المعلقين في وسائط التواصل الاجتماعي تساءلوا لماذا يجب أن ندفع قرابة 150 مليون شهريا لمدرب لكرة القدم، وهل هذا المدرب سيخصب لنا اليورانيوم؟ الجواب هو أنه فعلا سيخصب لنا اليورانيوم، لأن كل مغربي له يورانيوم كروي في دماغه، والجامعة تعرف ذلك، لذلك تنفجر الكثير من أدمغة الناس حين يصطدم المنتخب مع الحائط، لذلك جاء العزيز وحيد لكي يخصب اليورانيوم الكروي في رؤوسنا، وإذا لم ينجح، يمكن لجامعة الكرة أن تعقد اتفاقا نوويا مع مدرب وطني توقف بموجبه عملية التخصيب.. !