الرأي

طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات عن بطالة الصحافيين

طلحة جبريل

مجموعة من طلابي أمام المحكمة الإبتدائية في الرباط خلال وقفة إحتجاجية، سمعت منهم شكوى من  البطالة، والمحزن أنني سمعت منهم عتاباً. تقول إحدى طالباتي “ الصحافة التي تعلمناها منك لا أثر لها في سوق العمل”.

أعرف أن هذه السنة كانت كارثية على الصحافيين في جميع أنحاء العالم. كانت القضية  الأولى هي مسألة حرية التعبير،لكنهم الآن يواجهون معضلة أثر تعقيداً، وهي البطالة.

منذ أن بدأت الأزمة الإقتصادية قبل 11 سنة، أحجمت رؤوس الأموال عن الاستثمار في قطاع الإعلام، خاصة في الصحافة الورقية. لكن الجديد أن الحكومات بدأت تنسحب من قطاع الإعلام .الأمر وصل في أوروبا حداً كارثياً، على سبيل المثال قلصت مؤسسة عريقة مثل "بي بي سي" خدمات بعض محطاتها ببعض اللغات الأجنبية، كنتيجة حتمية لنقل الإشراف عليها من وزارة الخارجية. وهو ما جعل عدداً من الصحافيين يواجهون البطالة. في إسبانيا بلغت نسبة البطالة بين الصحافيين 36 في المائة، و أضطر بعض مراسلي الصحف الإسبانية في دول كثيرة لإمتهان مهن أخرى منها العمل ندلاً في بعض المقاهي والمطاعم. تقول  القاعدة إن الصحافي يريد الأخبار ويريد استقلاله، والسلطة تريد الوصول الى الناس ولا يهمها استقلاليته.الإشكال إن مشكلة بطالة الصحافيين تأتي في وقت صعب على المهنة، لأن الصحافة المطلوبة حالياً بسبب تعدد وسائل الإعلام هي"الصحافة الاستقصائية". هذه صحافة تتطلب الكثير من الإمكانيات وعدداً كبيراً من الصحافيين. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى