الرأي

طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات عن تضليل الصحافيين

طلحة جبريل

تفجرت صيف عام 1992 في بريطانيا فضيحة كان بطلها ديفيد ميللر وزير التراث آنذاك. كان ميللر من الأصدقاء المقربين لجون ميجور، رئيس حكومة المحافظين وقتها لذلك اهتم الناس بالفضيحة، وفي تفاصيلها أن ميللر الذي كانت وزارته تشرف على قطاع المسارح والموسيقى وقع في غرام ممثلة مغمورة من أصل إسباني تدعى أنطونيا سانشير.كان ميللر يتردد على شقة سانشيز، واستطاع أحد جيران الممثلة أن يربط هاتفه بهاتفها، وتمكن بالتالي من التنصت على مكالمات ميللر وسانشيز ، وكانت مكالمات فضائحية.عندما تفاعلت القضية أعلن عن اجتماع في مقر رئاسة الحكومة بين جون ميجور وديفيد ميللر، وتوقع الصحافيون أن يعلن ميللر بعد اللقاء عن إقالته، لذلك تحلقوا حوله وطرحوا السؤال الذي لابد أن تشكل إجابته خبراً.

قيل لميللر: هل بحثت موضوع الإستقالة مع ميجر؟

فأجاب:“استقالة؟..لمدة ساعة ونصف استغرقها الإجتماع لم يرد ذكر لهذه الكلمة”.

لكن الواقع كان غير ذلك،فقد تناول ميجور مع ميللر تفاصيل الموضوع وانعكاساته على الحكومة وحزب المحافظين، وفي نهاية الإجتماع طلب منه أن يتصرف بما يمليه عليه ضميره، أي أن ميجور لم يطلب من صديقه الإستقالة، لكنه أوحى له بذلك.وهكذا لم تنفع دقة سؤال الصحافيين لأن كلمة استقالة لم ترد خلال الإجتماع، وكان ميللر صادقاً في جوابه، على الرغم أنه استقال فعلا في اليوم التالي بعد أن ضلل الصحافيين بجوابه الذكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى