طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات عن النموذج المثالي
طلحة جبريل
هل يوجد نموذج مثالي يمكن أن نقتدي به لصياغة "مجتمعات حديثة".بعض الناس وفي خضم شعارات عاطفية، يقولون إن بلداننا لا تحتاج إلى استلهام أي نموذج بل علينا أن نستنبط من واقعنا نموذجاً لبناء"المجتمع الحديث".
هذا الكلام مفرط في المثالية. لا يمكن ابداً أن يرتقي الى مستوى التصورات الواقعية.إذ ليس لدينا نموذج مثالي.
هناك مجموعة قيم وسلوكيات، هي نتاج لثقافات متداخلة ومتقاطعة في المنطقة. هذه الثقافات لم يترك لها أن تتطور تطوراً طبيعياً، حتى يمكن أن تتجسد في قواعد راسخة، تساعد في بناء "المجتمع الحديث".
على سبيل المثال، عندما نالت دول المنطقة استقلالها، راحت تقلد نماذج ديمقراطية على غرار بعض الدول الأوربية لكن في منطقة تصل فيه نسبة الأمية إلى أرقام قياسية، وكان لا بد أن يسقط النموذج قبل أن يتحرك، ولا أقول يحلق.
في خضم ذلك، هناك من حاول أن يبحث عن النموذج في التراث، في حين أعتقد آخرون أن نقل بعض التجارب، سيحقق المراد.
في ظل هذه المتغيرات تشكلت ما يمكن أن نطلق عليها"مجموعات مصالح" في المدن وامتدت إلى البوادي. أدى كل ذلك إلى صراعات حول مواقع القرار وداخلها.
تفرز المجتمعات النموذج الملائم لها بعد تراكم تاريخي، ربما يطول كثيراً في بعض الأحيان، ومع هذا التراكم تتضافر عوامل بلا حصر، يدخل فيها حتى الطقس، ليمكن بعد ذلك الحديث عن "نموذج".