طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات عن الدولة والحكومة
طلحة جبريل
يقال إن المزاج العام للناس يميل إلى "الرفض" على اعتبار أن "القبول”، يتطلب تراكماً معرفياً لا يتوفر بسهولة. بتعبير آخر، بعض المفاهيم لا وجود لها في وعي معظم الناس من ذلك مفهوم "الدولة"، إذ كثيراً ما يقع الخلط بين مفهومي"الدولة" و "الحكومة"، وهي في وعي الناس العاديين "مؤسسة" يملكها آخرون، إذ كثيراً ما يقال مثلاً ”حكومة العثماني".في حين أن"الحكومة" ليست سوى مؤسسة من مؤسسات الدولة.
يقول أرنست هيغل في تعريف الدولة بأنها "صيانة مصالح الناس الأساسية".
بعبارة أخرى يفترض أن تنتهي أي محاولة لتجاوز الخطوط عندما نصل إلى موضوع "الدولة" لأن "الدولة"بكافة مكوناتها يجب أن تبقى حيادية، على اعتبار أنها الجدار الأخير الذي يستند إليه المواطن، وأي خلط بين "الدولة"و"الحكومات"، هو الذي يؤدي إلى خلط الأمور.
لا يمكن أن يكون "المواطن"ضد"الدولة" لأنه ببساطة لا يمكن أن يكون ضد نفسه في كل الأحوال، إذ المواطن لا يمكن أن يكون ضد مصالحه. لكن هذا المواطن يمكن أن يكون ضد إحدى مؤسسات الدولة وهي "الحكومة".
هنا أتذكّر ما قاله ضابط شرطة فرنسي عندما خرج الطلاب في ثورتهم عام 1968 ضد الرئيس شارل ديغول، قال ذلك الضابط "شخصياً أقف مع مطالب هؤلاء الطلاب بالكامل، لكنني مضطر لإطلاق الغازات المسيلة للدموع لأنني أدافع عن الدولة وليس عن ديغول".