طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات: في الجزائر والصومال
طلحة جبريل
حظي مع الطائرات والمطارات ظل سيئاً على الدوام. لا أذكر أنني دخلت مطاراً دون متاعب، باستثناء مرتين، الأولى كانت قبل سنوات، حين زرت الصومال لإنجاز تحقيقات صحفية، فوجئت في العاصمة مقديشو بوجود من جاء يستقبلني عند سلم الطائرة ويرافقني الى صالون الشرف.
كان السبب أن برنامج زيارتي الى هناك يشتمل على لقاء مع سياد بري الرئيس الصومالي آنذاك.
كانت المرة الثانية في الجزائر خلال قمة عربية عقدت عام 1988، يومها غادرنا المطار دون المرور على رجال الجوازات أو الجمارك، إذ تكلف موظفو الإعلام الجزائري بكل شيء، دخلنا كما يدخل كبار المسؤولين.
أما أسوأ رحلاتي بالطيران كانت في تلك السنة نفسها، والمدهش أن رحلة العودة، كانت أكثر من رائعة.في تلك الرحلة سيئة الذكر، رافقت محمد بن عيسى وكان وقتها وزيراً للثقافة، في رحلة من الرباط الى مدينة الحسيمة على البحر الأبيض المتوسط.
سافرنا بطائرة صغيرة تتسع لستة أشخاص.أقلعت من المطار بسهولة ويسر، لكن ما ان حلقت حتى بدأت تترنح. الوزير بن عيسى ظل يشرح لنا مزايا الطائرة، ونحن على أعصابنا، حيث توقعت أن تهوي الطائرة في أي وقت.المشكلة ان برج المراقبة كان يطلب في كل مرة من الطائرة الطيران على علو مرتفع لتفادي المطبات الجوية. وردت الى خاطري فكرة مزعجة، ماذا لو هوت هذه الطائرة فوق جبال الريف، المؤكد انهم لن يجدوا لنا أثرا.