الرأي

طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” عن: ​أصولية متطرفة

طلحة جبريل

لا أدري إذا كنت سأشرح هذه المسألة كما ينبغي،أم أن تأويلاتها ستخرج الأمر عن سياقه. التقيت بالصدفة، بمناسبة مناقشة أطروحة جامعية، أستاذاً من أصول أرمنية يعمل بجامعة "الأخوين" في إفران. يتحدر هذا الاستاذ من أسرة "كوربكال" التي عاشت في إحدى الدول العربية ثم هاجرت بعد ذلك الى أميركا.

ليست لدي معلومات عن هذه الأسرة وظروف هجرتها كما بل لا أتوفر على معلومات أو حتى معطيات عن "الأرمن" في المنطقة العربية، لكنني سررت كثيراً عندما لمست أن هذا الاستاذ الجامعي، الذي يحمل الجنسية الاميركية، شديد الاعتزاز بالبلد الذي ولد وتربى فيه.

الأقليات الدينية التي عاشت في بعض الدول العربية، خاصة اليهود والأقباط والأرمن، وجدوا كل الاحترام لمعتقداتهم ومشاعرهم الدينية من طرف مواطنيهم المسلمين. 

من المؤكد أن بعض الأقليات مثل “اليزيديين” في العراق تعرضوا إلى معاملة قاسية فظة، ولكن ذلك كان من طرف "أصوليين متشددين" وليس من طرف المجتمع العراقي .

الثابت أنه ساد انطباع خاطئ مؤداه ان  بعض الأقليات هي امتداد لمجتمعاتهم الأصلية، مثل الأرمن .لكن هذا الانطباع ليس صحيحاً على الإطلاق . لأن الأرمن انصهروا في المجتمعات التي هاجروا إليها قبل أكثر من قرن.الشواهد والدلائل كثيرة على ذلك . منها أن بعضهم تولوا مناصب عليا في البلدان التي هاجروا إليها .

التعايش والتساكن هو الأساس في منطقة  شمال إفريقيا والشرق الأوسط، في حين أن الأصولية المتطرفة ظاهرة وافدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى