الرأي

طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات عن الفيتوري

طلحة جبريل

انهمكت هذه الأيام في كتابة سيرة الشاعر محمد الفيتوري. كتب الفيتوري عن قضايا حيوية ومهمة لحياة الإنسان مشاكله ومعاناته. كتب عن الإنسان المهمش وظروفه المأساوية. الفيتوري هو إبن الإيحاءات والرموز، والعالم الميثولوجي المليء بالإضاءات والألوان. هي الوان ممتزجة، سوداء وبيضاء،افريقية وعربية. 

هذا هو البهو الرائع الذي تحرك خلاله، منذ مولده في بلدة قصية في أقصى غرب السودان..وحتى رحيله،أمتصه بخلايا جسده،وعيونه وحواسه، وحاول من خلاله البحث عن ذاته.

عندما كتب دواوينه الأربعة الاولى "أغاني افريقيا" و"عاشق من أفريقيا" و"اذكريني يا إفريقيا" و"أحزان أفريقيا". كان يبحث عن هذه الذات، بل كان يقف في منصة  أخرى بالنسبة لمجموعة الشعراء المعاصرين.

حين كان الشعراء ينزفون منطوين على جراحاتهم الصغيرة، كان يصيح شعراً " استيقظي يا افريقيا"، سخر منه كثيرون.

يقول هو نفسه" كنت أهتف يا أفريقيا أنا زنجي، وكنت اتعمد ذلك لانني كنت انادي عمقاً نفسياً لا يمكن أن يدركوه".

كتب محمد الفيتوري شعراً جميلاً .كتب لأنه يعرف كيف يكتب.

قال لي مرة عن الكتابة "أكتب لأطهر ذاتي،لأقوم بعملية تطهير ذاتي من عقدي و رواسبي، لأقوم بعملية صهر لعلاقاتي النفسية والعاطفية. أكتب للإنسان الذي أعيش معه واشاركه هذه الحياة. أكتب لمزج الإنفعالات والخواطر في حلم شعري، في إيقاعات، في صورة، في رؤية.

 أكتب لأنني أقول كلمة للآخرين، واسعى لتسجيلها لعلهم يقرؤونها. "أنا أكتب للقادمين".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

14 − 11 =

زر الذهاب إلى الأعلى