طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات عن البوستة
طلحة جبريل
أرسلت هذا الأسبوع كتابين إلى صديق في "هونغ كونغ"، بلغت التكلفة قرابة 350 درهما. هذا الأمر جعلني أطرح سؤالاً : هل ما يزال هناك من يتواصل برسائل عبر البريد، أم أن دور ساعي البريد انحصر في إحضار الفواتير. إذا كان هناك من يتواصل عبر رسائل البريد ، ما سبب ذلك وإلى أي شريحة ينتمي هؤلا، بل أكثر من ذلك، ماذا يكتبون في هذه الرسائل.
ظني أن الأغلبية تتواصل حالياً إما عبر التطبيقات الهاتفية مثل "وآتساب" أو عبر ماسنجر"فيسبوك" وقلة تستعمل رسائل الهاتف القصيرة .
موضوع بدا لي طريفاً ويستحق تحقيقاً صحافياً.
كنا في الماضي نذهب إلى الحانوت لنشتري ظرفاً ثم الى مكتب البريد لنضع عليه طابعاً، ونقبل الظرف قبلة حقيقية وأحيالناً نعطره إذا كانت الرسالة مرسلة إلى شخص عزيز، ونكتب على الغلاف "شكراً لساعي البريد". ثم نضع الرسالة في الصندوق المخصص للرسائل.
كانت وزارة البريد في زمن مضى هي من أهم الوزارات. وهي الوزارة الوحيدة التي تفصلها خطوات عن باحة المشور السعيد في الرباط. وأكثر البنايات شموخاً في شارع محمد الخامس بالعاصمة هي بناية البريد (البوستة).كان من يعين مسؤولاً عن "بوستةالدارالبيضاء" يعد من علية القوم.
كان الناس يبحثون عن وظيفة في البريد مثل بحثهم عن الذهب والمعادن النفيسة.
وحتى على الصعيد النقابي كانت" نقابة البريد" الى جانب" نقابة التعليم" هي من أقوى النقابات.
كل ذلك أصبح ذكريات.