الرأي

طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات عن الطيب الصديقي

طلحة جبريل

طرحت علي إحدى الإذاعات سؤالاً عن "ذكرياتي" مع الطيب الصديقي . قلت إن ذلك الرجل الهادر كان متألقاً على خشبة المسرح في كل وقت، ثم أنه أول من إبتكر فكرة الاحتفاء بالمسرح والموسيقى في مهرجانات. ثم أن الطيب الصديقي هو الأب الروحي لجميع المجموعات الغنائية .

في بداية الثمانينات بادر الطيب الصديقي الى إطلاق مهرجان" الموسيقى اولاً" في الصويرة. في ذلك الصيف البعيد شاهدت كيف جاء الشباب من اكادير وطنجة وحتى وجدة الى الصويرة للاستماع الى الموسيقى. 

كان طموح الطيب الصديقي كبيراً و الاحلام بلا حدود في ذلك الزمان.أراد أن يمزج ما بين الموسيقى والمسرح في فرجة مجانية، لكن التجربة لم تصمد.

تعرفت على الطيب الصديقي ذات يوم في مقهى "باليما"، لم أكن أعرفه لكن سمعت به كثيراً منذ أن جئت الى المغرب شاباً يافعاً قبل ان تمضي بنا الايام والليالي وبلا شفقة في دروب الحياة و منعرجاتها. كان الوقت عصراً، وكان الصديقي منتشياً بكتاب أصدره للتو حول فن الزخرفة والرسم. وجدت الى جانبه الراحل عبدالقادر شبيه الذي دعاني الى مشاركتهما الجلسة. وضع الصديقي الكتاب فوق الطاولة. كانت جميع طاولات المقهى بيضاء. تناولت الكتاب ويبدو أنني كنت اتصفحه بعجل ودون تركيز. انزعج الصديقي من الكيفية التي تصفحت بها الكتاب وقال بسخريته اللاذعة موجها حديثه الى شبيه" من هذا الذي يتفرج على النصوص ويقرأ الصور؟" 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر − سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى