الرياضة

“الديربي”.. موقع “الدار” يستعرض حكاية هدف “التسونامي” في مرمى الرجاء

الرباط/ صلاح الكومري

سيبقى الهدف راسخا، مدى الدهر، في أذهان الجمهور الودادي، مهما تعاقبت الأجيال، فطعمه كان مغاير تماما لباقي الأهداف التي أحرزها الفريق على مدار تاريخه.

الرجاء تحت قيادة مدربه الأرجنتيني، الراحل أسوكار فولوني، والوداد تحت قيادة مدربه البرتغالي جوزي روماو، وملعب محمد الخامس ممتلئ عن آخره، والأعصاب مشدودة، والمباراة رقم 100 في تاريخ "الديربي" بين الفريقين انتهى وقتها الأصلي، ودخلت في الدقيقة 96، والحكم محمد الكزاز ينظر إلى ساعته، بين الفينة والأخرى، استعدادا لإعلان نهايتها بخسارة الوداد بهدف كان قد أحرزه عميد الرجاء عبد اللطيف جريندو مع بداية الشوط الثاني.

 وفي الوقت "القاتل"، في الثانية الحاسمة، يرسل هشام اللويسي تسديدة صاروخية من خارج مربع العمليات، لتستقر في الجانب الأيمن لمرمى الحارس إسماعيل كوحا، محرزا هدف التعادل، ومعلنا عن تتويج الوداد الرياضي بلقب البطولة طال انتظاره لمدة 13 سنة.

قبل هذه المباراة التي أجريت في 24 ماي من سنة 2006، انتشرت شائعة أطلقها بعض المنجمين وقارئي طالع الأرصاد  الجوية، مفادها أن إعصار "تسونامي" سيضرب المدينة، بالتزامن مع توقيت "الديربي"، وقتها دعا بعض قليلو الإيمان إلى تأجيل المواجهة بين "الغريمين" الشقيقين إلى موعد لاحق.

أجريت المباراة في موعدها المحدد، برسم الجولة 25، الرجاء دخل بالتشكيلة التالية: إسماعيل كوحا، عبد الرحيم شكيليط، عبد اللطيف جريندو، عبد الصمد الشاهيري، حكيم الداودي، رشيد السليماني، حميد ناطر، موديبو مايكا، زكرياء الزروالي، مصطفى بيضوضان، سعيد فتاح، أما الوداد الرياضي، فقد دخل بالتشكيلة التالية: حكيم موزاكي، هشام اللويسي، يونس المنقاري، مصطفى طلحة، فوزي البرازي، عبد الرحيم السعيدي، توري إبراهيما، خالد السقاط، مراد فلاح، جاون جاك كوصو.

بعد المباراة، عمت فرحة "هيستيرية" شوارع مدينة الدار البيضاء إلى غاية الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، وبات الوداديون يطلقون عليها لقب "مباراة التسونامي"، وانتشرت نكتة ساخرة بين الساكنة البيضاوية، مفادها أن المنجمين الذين حذروا سكان المدينة من إعصار "التسوناني"، إنما كانوا يقصدون به هدف هشام اللويسي، الذي بدا أشبه بإعصار يجتاح مرمى الرجاء البيضاوي، ويُخرج عشرات الآلاف من الوداديين إلى الشوارع فرحا واحتفالا بلقب انتظروه 13 سنة.

هشام اللويسي، وهو يستحضر هدفه "التسونامي" في مرمى الرجاء، يقول: "في تلك الليلة، لم أجد أين أبيت، فقد غزا الجمهور الودادي بيتي وبيت عائلتي وبيت جدتي احتفالا بهدف التتويج، وانتظرت حتى الساعة الثانية صباحا لكي أعود إلى البيت متسللا"، مشيرا إلى أن "هذا الهدف غير حياتي تماما".

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى