محمد الكعبي يبرز جهود الامارات والمغرب في تعزيز السلم والتسامح
الدار / المحجوب داسع
نظم مكتب منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلم، بالرباط، اليوم الجمعة، ندوة حول "التربية على السلم والتسامح، بحضور الدكتور محمد الكعبي، الأمين العام لمنتدى تعزيز السلم، ونخبة من الأكاديميين والعلماء والأساتذة.
وأكد الدكتور محمد الكعبي، المدير العام لمركز الموطأ لإعداد العلماء الإماراتيين، أنه "لابد من إيجاد منهج فاعل للتربية على التسامح واستدماج ذلك في مناهج التربية والتعليم، وهو ما تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تنفيذه من خلال اعتمادها ضمن برامجها التعليمية وثيقة الأخوة الإنسانية".
وأشار الى أن " وثيقة الأخوة الإنسانية وميثاق حلف الفضول سيكونان رافدين قويين لابتكار مقترحات مهمة لتطوير التعليم الديني وتزويد المناهج التعليمية بالمضامين المناسبة التي تجذِّر الهوية وتقوي الانفتاح على الآخر في ظل المواطنة الحاضنة للتعددية"، مبرزا أن " أهم تحد يطرح نفسه أمام المجتمعات الإنسانية عموما والعربية والإسلامية خصوصا هو التربية والتعليم".
واغتنم الدكتور محمد مطر الكعبي، الفرصة، للتأكيد على عمق العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، مستحضرا حكمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وجلالة الملك الحسن الثاني، اللذين أسسا للعلاقات الراسخة بين الدولتين، والتي يسهر على استمرارها اليوم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وشدد الأمين العام لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، على أن الندوة فرصة طيبة للاجتماع تحت مظلة مكتب منتدى تعزيز السلم بالمجتمعات المسلمة بالمملكة المغربية الشقيقة، وهو "ما نعتبره في دولة الإمارات العربية المتحدة، انعكاسا إيجابيا وتجسيدا مثاليا لوحدة الرؤية والعمل المشترك بين الدولتين الشقيقتين، في سبيل ما يمكن أن يتحقق به السلام الإنساني، حتى يسهم العالم العربي والإسلامي بجهود ومبادرات تضاف إلى مثيلاتها الإنسانية في ربوع العالم"، على حد قوله.
واعتبر ذات المتحدث أن "إعلان مراكش لحقوق الأقليات الدينية، الذي احتضنته المملكة المغربية الشقيقة في عام 2016، كان بداية هذه المبادرات، والتي تلاها حضور المنتدى الفاعل في عدة فعاليات عالمية ذات التأثير، وتلتها مبادرات مثمرة مثل استقبال قوافل السلام الأمريكية في أبوظبي والرباط، وإعلان واشنطن لتحالف القيم".
وقال الدكتور محمد مطر الكعبي، "إن ندوة اليوم في المملكة المغربية الشقيقة، مثال إيجابي تاريخي واقعي للتسامح، ووعي حقيقي بقيمته ودوره في تعزيز السلم الإنساني المستمد من ديننا وعروبتنا وعاداتنا وتقاليدنا، ومن خلال التفاعل الإيجابي والفاعل مع تحديات الواقع ومتغيراته".
وأضاف أنه "لم يبق في العالم اليوم مجتمع لا يعرف التعددية الدينية أو المذهبية أو العرقية أو اللغوية أو الفكرية، ولم يعد منطق الإقصاء والتهميش مقبولا، باعتبار أن الجميع يعيشون على أرض واحدة وفي وطن واحد ويشتركون في مصير واحد، فالمطلوب هو إيجاد آلية فاعلة للتربية على التسامح واستدماج ذلك في مناهج التربية والتعليم، وهو ما تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تنفيذه من خلال اعتمادها ضمن برامجها التعليمية ووثيقة الأخوة الإنسانية التي وُقعت على أرضها في فبراير الماضي، خلال زيارة الحبر الأعظم للفاتيكان لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تلتها زيارة مماثلة للمملكة المغربية الشقيقة، وهو ما يعكس التقارب الشديد بين رؤيتي الدولتين، وتقديمهما النموذج الأمثل للتسامح".
من جانبه، اعتبر عبد اللطيف كيداي، عميد كلية علوم التربية بالرباط، أن "التربية على قيم التسامح والسلم ونبذ العنف أضحت أولوية انسانية، واجتماعية، وحضارية عموما، في ظل ما تتسم به الحياة المعاصرة من تنامي لنزوعات التطرف والحروب والعنف بشتى أشكاله وأبعاده".
الأستاذة بكلية الآداب بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، خلود السباعي، شددت من جانبها، على الحاجة الملحة لتبني أساليب تنشئوية من خلال التربية على السلم التي أصبحت تمثل أحد المحاور الرئيسية لعدد من المقررات الدراسية والتعليمية في نسبة مهمة من الدول المتقدمة، والتي تسعى بشكل عرضاني، الى نبذ العنف وترسيخ مبادئ السلم والدعوة الى التعايش في أذهان الاطفال باعتبارهم مواطني المستقبل".
وتطرق المشاركون في هذه الندوة، التي أطرها الدكتور ابراهيم مشروح، رئيس فرع منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بالامارات العربية المتحدة، الى محاور رئيسية، تناولت الرؤية الاسلامية للتربية على السلم والتسامح، الأديان السماوية للتربية على السلم والتسامح، التنشئة الاجتماعية والتربية على السلم والتسامح، و التربية على السلم والتسامح في البرامج والمقررات التعليمية: رؤية استشرافية".
ويضطلع فرع المنتدى، الذي يترأسه الدكتور ابراهيم مشروح، رفقة عدد من الباحثين، بدور هام في تنشيط النقاش العمومي حول قضايا السلم والتسامح في عالم تمزقه ويلات العنف والتطرف والحروب، كما ينشط المنتدى في تكوين واعداد الباحثين، ووضع تصور لترسيخ قيم التسامح في المجتمعات المسلمة انطلاقا من النهج الاسلامي الوسطي المتسامح في انفتاح على روح العصر، ومقتضيات السياق المعاصر.