طلحة جبريل يكتب عن الإندثار
طلحة جبريل
بحثت اليوم عن بعض الصحف اليومية ولم أجدها في عدد من نقاط البيع في حي أكدال بالرباط ، والذي يفترض أنه من بين الأحياء القارئة في العاصمة.
سمعت تفسيراً مقلقاً مفاده أن شركات التوزيع أضحت في الغالب تسلم نقاط االبيع نسخة واحدة أو نسختين في أفضل الأحوال والتبرير أن كميات سحب معظم الصحف تراجعت كثيراً في الآونة الأخيرة .هذا يؤشر إلى تفاقم أزمة الصحف الورقية، وهو أمر يدعو فعلا إلى القلق.
في الوقت الذي تتزايد مبيعات هذه الصحف في بعض دول أوروبا وأميركا بفضل التوجه نحو الصحافة الإستقصائية، فإن الصحف الورقية تندثر واحدة تلو الأخرى كما يحدث في دول المنطقة .أعتقد أن سبب الأزمة كالتالي:
– ارتفاع تكلفة الإنتاج وتدني المداخيل (الإشهار والتوزيع)
– المنافسة من طرف خدمات الهواتف الذكية.
-ضعف محتوى الصحف الورقية بسبب ضعف الاستثمار في الصحافة .
– الدعم المخصص للصحف الورقية يعتمد معايير غير نزيهة وغير موضوعية ، إذ أن الصحف "المرتاحة نسبيا" ولديها قدرة على سحب كميات كبيرة هي الأكثر استفادة.
– المنظومة التعليمية لا تشجع على القراءة .
– صعوبة التوجه نحو الصحافة الاستقصائية.
إذ إستمرت الأوضاع كما هي عليه الآن ..مؤكد أن مستقبل الصحف هو الاندثار.
لكن هناك أكثر من إقتراح لمعالجة الوضع ، ومن بين ذلك توسيع قاعدة الإشتراكات خاصة في الإدارات الحكومية ، إضافة إلى اقتناء نسخ من طرف جميع المؤسسات التعليمية.