الرأي

طلحة جبريل يكتب: الحل في السجن

طلحة جبريل

وجدت بائعاً للكتب في أحد أزقة بني ملال يبيع جميع الكتب بالعربية وبلغات أخرى بسعر 20  درهما لأي كتاب، اقتنيت منها بعض الكتب، لمجرد الفضول لمعرفة طبيعة هذه الكتب التي تباع مثل البطاطا.المشكلة الآن كيف يمكن توفير الوقت لقراءة  قفة من الكتب.
كنت  قد تلقيت قبل سنوات  رسالة من صديق عزيز يقترح  حلاً لمشكلة الكتب التي تنتظر القراءة وسبق أن قلت إنها مرصوصة فوق الأرفف تنتظر .  قال الصديق في رسالته ” الحل لقراءة الكتب، كما يحكي الثوار والسياسيون هو السجن، أما السجن الذي أتمناه لك هو عطلة طويلة في جزر هاواي حتى تتمكن من قراءة جميع الكتب”. ما قاله الصديق مازحاً هي حقيقة سمعتها من كثيرين، اولئك الذين لم يكن أمامهم في لياليهم الطويلة العامرة بالقلق سوى القراءة. وقت السجن يختلف تماماً عن الوقت العادي. هناك تمر الساعة متثاقلة بطيئة.
أتذكر أن أحد زملاء الدراسة عندما اعتقلنا لأيام عقب احتلالنا سفارة بلادنا في الرباط في منتصف السبعينات، قال صادقاً بعد اليوم الأول في المعتقل” يا آلهي كيف يستطيع السجناء ان يبقوا من الصباح حتى الليل في المكان نفسه يتابعون شروق الشمس ومغيبها ، ويتكرر هذا المشهد يومياً”. السجن تجربة قاسية ومريرة. لكن كما قال الصديق هناك “فوائد” في بعض الأحيان. قطعاً، لا يوجد مجال لتطبيق اقتراح الصديق إذ لا اعتقد ان شخصاً يريد أن يقرأ الكتب يمكن  أن يبحث عن كيفية تدخله الى السجن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى