كرة القدم.. “الفيل الإيفواري” يودّع الملاعب
بعد مسيرة حافلة وزاخرة بالإنجازات والألقاب، أسدل النجم الإيفواري المخضرم ديدييه دروجبا، بشكل نهائي اليوم الخميس الستار على مشواره مع الساحرة المستديرة كلاعب، في سن الأربعين من عمره بعدما خاض موسمه الأخير مع كرة القدم بالدوري الأمريكي للمحترفين (الدرجة الثانية) مع فريق فينيكس.
ويملك دروجبا على مدار مشواره مسيرة احترافية طويلة بدأت مع فريق لومان الفرنسي عام 1998، وانتهت في الثامن من شهر نوفمبر الجاري في مدينة لويسفيل (كينتاكي) الأمريكية عندما خسر فريقه فينيكس نهائي دوري الدرجة الثانية أمام صاحب الأرض صفر-1، وبينهما إنجازات تاريخية في الدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليج» مع «البلوز».
وكان دروجبا قد انضم لفينيكس عام 2017 بعد موسم ونصف في دوري الدرجة الأولى الأمريكي مع فريق مونتريال الكندي بدءا من النصف الثاني من عام 2015 وحتى نهاية العام 2016، ويعتبر دروجبا أحد أكبر المساهمين في نادي فينيكس.
وبين لومان وفينيكس لعب الفيل الإيفواري مع مجموعة من أكبر الأندية العالميةهى: جانجان ومارسيليا في فرنسا وتشلسي الإنجليزي وشنغهاي الصيني وجلطة سراي التركي.
ونشرت عدة صحف إنجليزية وعالمية صباح اليوم الخميس خبر اعتزال الأسطورة الإيفوارية، ونقلت صحيفة «صن» الكلمات القليلة التي نشرها اللاعب مساء أمس عبر حسابه الشخصي على موقع التغريدات القصيرة «تويتر».
وكتب اللاعب: «أود أن أشكر جميع اللاعبين والمدربين والفرق والمشجعين الذين التقيت بهم والذين جعلوا من هذه المسيرة الكروية لحظة مميزة جدا».
ونشر دروجبا صورة له وعمره 11 سنة، و حملت معها رسالة عاطفية جداً لعشاقه، وأعرب في كلمات كتبها فوقها عن مدى فخره بإنجازاته وشكر جميع الذين جعلوا رحلته «فريدة من نوعها»، وكتب: « هذه الصورة عام 1989 عندما بدأ كل شيء !!».
وأوضح: «عندما أفكر في السنوات العشرين الأخيرة من مسيرتي المهنية، فإن النظر إلى هذه الصورة لا يجعلني أكثر فخراً بما حققته كلاعب، ولكن الأهم من ذلك هو كيف شكّلتني هذه الرحلة كإنسان.. إذا أخبرك أي شخص بأن أحلامك كبيرة جدًا، فقط قل شكرًا لك وأعمل بجد وذكاء لتحويلها إلى واقع».
"أود أن أشكر جميع اللاعبين والمديرين والفرق والمشجعين الذين التقيت بهم وجعلت هذه الرحلة واحدة من نوعها" !!!
وتابع في التغريدة «أشكر جداً من أعماق قلبي شكرا جزيلاً عائلتي وفريق عملي الشخصي، على دعمهم طوال مسيرتي، في اللحظات الجيدة والسيئة».
وأضاف المهاجم الذي صنع أعظم إنجازاته مع فريق تشيلسي الإنجليزي: «أتطلع بفارغ الصبر بدء المرحلة المقبلة من مسيرتي على أمل أن يوفقني الله مرة أخرى كما وقف بجانبي طوال مسيرتي».
وعلى مدار هذه الرحلة الطويلة، أحرز دروجبا الكثير من الألقاب مع الأندية، ولكن أعظمها مع فريق تشيلسي الذي لعب معه من 2004 إلى 2012 وحتى موسم 2014-2015، وخلال هذه الفترة قاده للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليج» أربع مرات، ولقب دوري أبطال أوروبا عام 2012 و4 ألقاب في كأس الاتحاد الإنجليزي، وثلاثة ألقاب في كأس رابطة الأندية المحترفة، كما فاز بالدوري والكأس وكأس السوبر مع فريق جلطة سراى التركي.
ومع المنتخب الإيفواري، سجل دروجبا 65 هدفا في 104 مباريات دولية، وهو الهداف التاريخي لساحل العاج التي قادها في نهائيات كأس العالم ثلاث مرات أعوام 2006 و2010 و2014، وإلى المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا عامي 2006 و2012، حيث حل وصيفاً في الدورتين خلف كل من مصر وزامبيا على الترتيب.
وبإطلالة سريعة على النجم الإفريقي المعتزل، سنعرف أنه ديدييه يفيس دروجبا، ولد في الحادي عشر من شهر مارس سنة 1978 في مدينة أبيدجان عاصمة ساحل العاج، ولعب لعدد كبير من الأندية منذ احترافه كرة القدم حيث برع في مركز رأس الحربة الصريح، لكن قمة توهجه الكروي كانت مع فريق تشيلسي الإنجليزي، وهو أكثر لاعب أجنبي تسجيلاً للأهداف مع فريق تشلسي.
سافر دروجبا لفرنسا منذ سنوات عمره الأولى، وظهر لأول مرة على المستوى الاحترافي مع فريق لومان وسنه 18 سنة، وانتقل لمارسيليا في 2003 مقابل 4 ملايين يورو تقريباً، ثم في موسم 2005/2006 رحل إلى تشيلسي بناء على اختيار البرتغالي مورينيو مقابل 24 مليون جنيه إسترليني كأغلى لاعب في تاريخ كوت ديفوار.
ولا تنسى الجماهير الإيفوارية أن دروجبا قادهم لنهائيات كأس العالم 3 مرات متتالية، ولنهائي كأس الأمم الإفريقية مرتين متتاليتين أيضاً.
المصدر: الدار – صحيفة "أس الإسبانية"