العراق: الولايات المتحدة تدعو لمحاسبة الذين يحاولون “تكميم” أفواه المتظاهرين “بوحشية”
أدانت الولايات المتحدة الاستخدام "المروع والشنيع" للقوة من قبل القوات العراقية ضد المتظاهرين. ودعت إلى "التحقيق ومحاسبة أولئك الذين يحاولون أن يكمموا بوحشية أفواه المتظاهرين السلميين". وتتزامن الانتقادات الأمريكية للسلطات العراقية مع بدء المفاوضات السياسية لتسكيل حكومة جديدة بعد سحب استقالة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي تحت الضغط المتواصل للشارع وعدة قوى من داخل وخارج العراق. ميدانيا، تتواصل الاحتجاجات والمواجهات مع المطالبة برحيل كل الطبقة السياسية.
عبرت الولايات المتحدة عن إدانتها الاستخدام "المروع والشنيع" للقوة ضد المتظاهرين في جنوب العراق. وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأوسط ديفيد شينكر للصحافيين بهذا الخصوص إن "استخدام القوة المفرطة خلال عطلة نهاية الأسبوع في الناصرية كان مروعا وشنيعا". وأضاف "ندعو الحكومة العراقية إلى التحقيق ومحاسبة أولئك الذين يحاولون أن يكمموا بوحشية أفواه المتظاهرين السلميين".
وبدأ السياسيون في العراق جولة مفاوضات على أمل التوصل لاتفاق على تشكيل حكومة جديدة، فيما تتواصل الاحتجاجات المناهضة للسلطة القائمة والنفوذ الإيراني فيها، مع المطالبة بتغيير كامل الطبقة السياسية.
وأصبحت الكرة في ملعب البرلمان، الذي تعرض لشلل هو الأطول في تاريخ العراق الحديث، إذ يجب عليه التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة تضمن توازن القوى وموافقة جميع الأطراف السياسية.
وكانت حكومة عادل عبد المهدي قد وجدت نفسها مجبرة على الاستقالة تحت ضغط الشارع من جهة وضغوط قوى من داخل العراق وخارجه. فهناك المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، الذي دفع باتجاه سحب الثقة من عبد المهدي، والمجتمع الدولي الذي أعرب عن إدانته للقمع الذي قوبلت به الاحتجاجات وخلف أكثر من 420 قتيلا، بالإضافة إلى ضغط الشارع.
ارتفع سقف مطالب المحتجين الذين ما زالوا يسيطرون على ساحات التظاهر، بعدما كانت تقتصر على فرص عمل وخدمات عامة، إلى إصلاح شامل للمنظومة السياسية التي نصبتها الولايات المتحدة بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003.
واستمرت المواجهات ليل الأحد عند قبر محمد باقر الحكيم، أحد رجال الدين الشيعة البارزين، على بعد مئات الأمتار من ساحة التظاهر الواقعة في وسط النجف، وأطلق مسلحون يرتدون ملابس مدنية الرصاص على متظاهرين.
وتدخل زعماء عشائر صباح الاثنين لوقف المواجهات، لكنهم لم يستطيعوا الوصول لاتفاق.
وفي الناصرية، عاصمة محافظة ذي قار، التي يتحدر منها عبد المهدي، توقف العنف الذي اندلع بعد وصول قوات من بغداد سرعان ما انسحبت من المدينة.
وما زال المحتجون يحتشدون وسط الناصرية، مطالبين بـ"رحيل النظام" السياسي الذي يتهمونه بالفساد والفشل في تقديم إصلاحات لتحسين أوضاع مدينتهم.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات العراقية بـ"السماح لمجموعات مسلحة بخطف الناس"، مطالبة إياها بـ"اتخاذ إجراءات صارمة" للحؤول دون ذلك.
p.p1 {margin: 0.0px 0.0px 0.0px 0.0px; text-align: right; font: 12.0px ‘Geeza Pro’}
span.s1 {font: 12.0px ‘Helvetica Neue’}
المصدر: الدار ـ أ ف ب