الرأي

طلحة جبريل يكتب: ذوقك رائع

طلحة جبريل
كان استاذنا محمد عزيز لحبابي رحمه الله يقول إن الهبوط بالمصعد أمر مستحدث لأن المصعد للصعود فقط . يفسر ذلك المفكر والفيلسوف العظيم الأمر بجملة من أربع كلمات” إسمه مصعد وليس مهبطاً”.
تذكرت تلك الجملة عندما كنت محشوراً أمس في “مصعد” وهو في حالة هبوط، وكاد أن يهبط بنا جميعا إلى القبر. إذ حدث له طارئ وكان أن هوى من الطابق الرابع إلى الطابق الأرضي بسرعة صاروخية، وعلى الرغم من ذلك كتب لنا عمراً جديداً.المفارقة أن الأشخاص الخمسة الذين كانوا داخل المصعد وبعد أن هوى لم يتحدث أي أحد مع الآخر بل هرول الجميع نحو باب البناية، ربما كان ذلك السبب وقع الصدمة .
أنتقل إلى فكرة عبثية إلى حد ما. إذا كنت في مصعد مع أشخاص لا تعرفهم ، ستجد نفسك أمام ثلاثة اختيارات للتحدث معهم، خاصة أن رحلة المصعد لا تستغرق سوى جزءً من دقيقة. أما أن تقول إنك انتظرت المصعد فترة حتى ينقلك الى الادوار العليا، أو أن تتحدث عن حالة الطقس، تقول إذا كان بارداً: يا له من برد ؟ على الرغم من أنه ربما لم يكن بارداً الى ذلك الحد، أو تقول ياله من يوم ممطر.
أما الخيار الثالث هو أن تخترع عبارة مجاملة لانك تريد ان يتواصل الحديث لما بعد انتهاء رحلة المصعد، فتقول للفتاة الأنيقة التي صادف انها تشاركك رحلة الصعود” ذوقك في اختيار الالوان رائع جداً” .

زر الذهاب إلى الأعلى