طلحة جبريل يكتب: الهدر المدرسي.. الخلل الكبير !
p.p1 {margin: 0.0px 0.0px 0.0px 0.0px; text-align: center; font: 18.0px ‘Geeza Pro’; color: #ff2600}
p.p2 {margin: 0.0px 0.0px 0.0px 0.0px; text-align: justify; text-indent: 36.0px; font: 14.0px ‘Geeza Pro’}
p.p3 {margin: 0.0px 0.0px 0.0px 0.0px; text-align: justify; font: 14.0px ‘Geeza Pro’}
span.s1 {text-decoration: underline}
span.s2 {font: 18.0px Times; text-decoration: underline}
span.s3 {font: 18.0px ‘Times New Roman’; text-decoration: underline}
span.s4 {font: 14.0px Helvetica}
span.s5 {font: 14.0px Arial}
طلحة جبريل
تقول دراسة بشأن أسباب الهدر المدرسي أو عدم الذهاب أصلاً إلى المدرسة، أتيحت لي فرصة الاطلاع عليها، إن من بين الأمور التي تجعل الآباء في بعض المناطق النائية يحجمون عن إرسال بناتهم إلى المدرسة، عدم وجود مرافق صحية.
في هذا الصدد يقول أحد الآباء في منطقة لا تبعد كثيراً عن مدينة أزيلال، إنه لم يرسل طفلته إلى المدرسة لعدم وجود مرحاض. يقول هذا الأب إن الأولاد يقضون حاجتهم خلف جدران المدرسة، لكن البنات لا يمكنهن أن يفعلن ذلك، في مناطق محافظة شديدة الحرص على التقاليد.
عبر قراءة متأنية في التقرير، يمكن الوصول إلى بعض الخلاصات.
إن المشكلة الأساسية التي تواجه التعليم الابتدائي في المغرب وتتسبب في الهدر المدرسي، ضعف التكوين وسط معلمي هذه المرحلة، وعدم وجود طرق بيداغوجية واضحة وعلمية ومواكبة للتطور العلمي لتلقين المواد.
هناك أيضاً مشكلة الاكتظاظ في المدارس العمومية بالمدن ، بحيث تصبح الأقسام عبارة عن علب سردين، ويمكن أن يصل القسم في مدرسة ابتدائية في مدينة، مثل: الدار البيضاء إلى 60 تلميذاً، هذا الاكتظاظ يتسبب في بيئة تعليمية طاردة، وليست جاذبة كما يفترض، كما أنه يتسبب في عدم تركيز التلاميذ، وبذل جهد مرهق من طرف المعلمين.
تفتقر معظم المدارس في المدن أو القرى إلى وجود أمكنة لممارسة الرياضة أو الترفيه، وتصريف طاقات التلاميذ في أنشطة مفيدة.
عندما يخرج التلاميذ في فترات الفسحة بين الدروس "يغمرون" فناء المدرسة وهو ما يتسبب في احتكاكات بين التلاميذ، ونزوع نحو العنف، والتأثير السلبي على سلوكياتهم، وبسبب الطاقة الزائدة التي لا يجد التلميذ أنشطة لتصريفها بكيفية مفيدة، يعود إلى القسم بتلك الطاقة وهو ما يتسبب في عدم انضباطه، لأن التلميذ يعمد إلى تصريف الطاقة الزائدة في الغالب بكيفية سيئة حيث يتحول الأمر إلى تهريج وشغب.
تقول الدراسات الحديثة بشأن الطرق التي تجعل من البيئة المدرسية إيجابية، التفكير في المرافق قبل الأقسام.
إن مدرسة تتوفر على ملاعب رياضية وقاعة موسيقى ومسرح مدرسي، وحتى قاعة سينما صغيرة، ومكتبة ورقية وإلكترونية، وصالة ألعاب، أفضل بكثير من مدرسة تهتم بتشييد أقسام ومساحات خضراء.
مسألة أخرى هو انعدام التواصل بين إدارة المدرسة وطاقمها التربوي مع الآباء، إذ لا يحدث هذا التواصل إلا في حالات تكون لها علاقة بعدم انضباط التلميذ، والضغط عليه بتغيير سلوكه عن طريق "تخويفه" من إخطار ولي أمره للحد من سلوكيات منفلتة داخل المدرسة .
لعل الملاحظات التي تدعو للاستغراب في عالم اليوم، أن التواصل بين المدرسة والآباء عبر البريد الالكتروني، يعد من الحالات النادرة.
هناك انطباع وسط الكثير من المعلمات والمعلمين إن "جمعيات الآباء" تلعب دوراً سلبياً، أو على الأقل مناكفاً لما يقوم به الطاقم التربوي.
وهذا خلل كبير.
كبير بالفعل.