الدين والحياة

النجاعة التسويقية سلاح الأبناك التشاركية

أصبحت الأبناك الإسلامية أو كما يسميها العامة الأبناك التشاركية النافذة الاقتصادية التي يلجأ إليها عدد مهم من الأشخاص بهدف الحصول على القروض، ويرجع سبب الإقبال على هذا الصنف من الأبناك إلى كونها تراعي الضوابط الدينية، التي وجب مراعاتها في الحصول على الديون، غير أن هذا الأمر لطالما شكل مثارا للجدل والنقاش، خصوصا وأن المطلع على الشروط والتفاصيل المخولة لك الحصول على قروض، يدرك أنها تفرض رسوما وأرباحا كبيرة، محمد البوكيلي باحث في الفكر الإسلامي ومقارنة الأديان يتحدث عن الموضوع.

الأبناك التشاركية اقتحمت الحياة الاقتصادية

بداية يقول البوكيلي إن هذا الصنف من الأبناك، تمكن من أن يحجز لنفسه مكانة مهمة خصوصا وأنه أصبح يدر العديد من المداخيل الاقتصادية، بعدما تم تسجيل الإقبال الكبير عليها، الأمر الذي يرجع مرده إلى اعتقاد الناس أن الاقتراض من هذه البنوك الإسلامية هو الطريقة الأكثر نجاعة لعدم مخالفة الدين، غير أن الواقع مخالف لذلك الاعتقاد تماما خصوصا وأن الأرباح التي تجنيها هذه الأبناك من وراء تقديمها لهذه القروض، تعتبر أرباحا مهمة. موضحا أن كما امتد نشاطها إلى معظم أنحاء العالم لأزيد من 60 بلداً.

هي أبناك إسلامية بأبعاد دولية

أما بخصوص المؤشرات الدالة على أن هذه الأبناك تمكنت من أن تحجز لنفسها مكانة مهمة في السوق العالمية، هو كونها تمكنت من الحصول على الأرباح التي أهلتها إلى فتح مكاتب في مختلف أنحاء العالم، حيث أضاف الباحث أن الدليل القاطع على هذه الحقيقة هو أن  عددها بلغ أزيد من 2000 مؤسسة، فيها أبناك إسلامية تقوم بعملية التمويل والاستثمار، إضافة إلى أخرى تعمل على تقديم القروض البنكية اللازمة، التي يتوافد عليها معتنقوا الإسلام من مختلف أنحاء العالم.

ويشار   في هذا الإطار إلى أن ما يعزز مكانة ونجاعة التمويل الإسلامي على مستوى العالم، تنامي حجم أصول واستثمارات الأبناك الاسلامية، والتي بلغت 2,4  دولار سنة 2015 وتجاوزت هذا الرقم في سنة 2016، وحسب تقرير المؤتمر العالمي الأول للمصرفية والمالية الاسلامية الذي نظمنه جامعة أم القرى في مارس 2016، يُتوقع أن يصل حجم هذه الأصول المالية إلى 3.4  دولار في نهاية العام 2018، وهو ما يمثل 1,5% من إجمالي الأصول العالمية، بمعدلات نمو تتراوح بين 15 و20% سنويا.

مرونة التسويق

أما بخصوص العوامل المساعدة على انتشار هذه الأبناك، فيؤكد البحث نفسه أنها تكمن أساسا في عامليين أساسيين، الأول يرتبط بالطريقة الترويجية التي تعتمدها هذه الأبناك خصوصا وأنها تركز على التأكيد على أنها تلتزم بالمبادئ الإسلامية، هذه الأخيرة التي تلتزم بتحريم الربا والحصول على الفوائد المالية المرتبطة أساسا بأخذ القروض الربوية، أما العامل الثاني فهو المرتبط أساسا بإعطاء مجموعة من الفوائد والضمانات للزبون من خلال التزام البنك بتقاسم الخسارة في حالة عدم نجاح المشروع الذي ينوي إنشائه من خلال هذا القرض مقاولة كانت أو بيتا أو عير ذلك.

دراسات…

حسب دراسة أعدها الدكتور البشير عدي حول الأبناك التشاركية في المغرب، ستساهم هذه الأخيرة في، جذب المدخرات المحلية المعطلة والتي تقدر بملايير الدراهم، وهو ما سيرفع نسبة "الاستبناك" بنسبة تقارب ضعف النسبة الحالية.كما ستعمل على  اجتذاب أموال المواطنين المغاربة بالخارج المتعاملين مع المؤسسات غير الربوية والمودعة بالمؤسسات المصرفية الغربية، والتي تقدر كذلك بملايير الدراهم (بلغت سنة 2011 حوالي 38 مليار درهم حسب تصريحات مدير مكتب الصرف). إلى جانب استقطاب الأموال الخليجية التي تبحث عن أسواق آمنة متعاملة للاستثمار وفق الصيغ الشرعية والتي تقدرها بعض الإحصائيات ب400 مليار دولار.

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى