..عندما تتحدث عن رئيس لجنة أولمبية في أية دولة ..فإنك تتحدث عن شخصية وازنة ..تطفح بالقيم و المميزات ..شخصية يجب أن تتمتع بكل صفات النبل و نقاء النفس و طهارة الوجدان ..
و لأن الفلسفة الأولمبية تمثل السمو..و الايثار و التضحية فهي تعلو بقيمة التطوعية ..و هي منظمة غير حكومبة لا تهدف إلى الربح ..و ترمي إلى السلام .
أتذكر تصريح البلجيكي جاك روغ الطبيب البلجيكي الجراح المشهور و الذي أصبح رئيسا للجنة الدولية سابقا..قال “..يجب أن تظل و تنمو ثقافة التطوعية في الشأن الرياضي الأولمبي ..”..ورفضن يتقاضي راتبا أو تعويضا عن عمله..
و يذكر التاريخ أن أول رئيس لجنة أولمبية مغربية كان هو جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه..لقيمة إنسانية ثرية بالسلم و المساواة و روح السمو الأخلاقي ….و اللجنة الأولمبية المغربية مرت بالعديد من المتغيرات ..و رست رئاستها بعد الجينرال حسني بنسليمان.على السيد فيصل العرايشي الذي عقد مؤخرا جمعا عاما بعد عامين لأسباب معروفة ..
..وشكل طرحه في الجمع علامات استفهام ..وزعت النقاش بين جانبية الدلالة و بين متاهة البرامج أو الاكراهات ..و عندما اتخذ منحى استراتيجيا و قبل أن ينتقد الآخرون السلبيات بادر العرايشي ليشكل المعارضة بنفسه ..ويتحدث عن رياضة النخبة و عن ثقافة توسيع القاعدة ..وأنه يرفض الميدالية التي تكون الشجرة التي تغطي الغابة ..وهو مثل عتيق و خاطئ في اعتقادي لأنه لا توجد شجرة تغطي الغابة ..يوجد وهم يغطي حقيقة الغابة لأن الغابة لا تكون غابة إلا عندما تتشكل من آلآف الأشجار ..
الرياضة المغربية فيها العديد من السلبيات و تعامل العرايشي بذكاء في طرحها قبل الآخرين و لكن بدائله لم تأت بأي جديد واعد ..تحدث عن الرياضة المدرسية و هو طرح تناولته كل برامج الأحزاب وتم تشريحه من كل وسائل الاعلام و من كل الفاعلين السياسيين والمثقفين ..و توسيع قاعدة الممارسة أسس يعرفها الجميع و تدرس في فصول أولى للتربية الرياضية ..أما التكافل والتوافق بين الجامعات وتشكيل فريق واحد أو اتحاد والاتحاد قوة فهذا هو عمل اللجنة الأولمبية لأنها المظلة ليس في الضبط والتشريح ولكن في طرح استراتيجية برامج قوية مدروسة فعالة وقابلة للتنفيذ..
ولأن العرايشي ضرب مثلا بكرة المضرب التي يرأس جامعتها لحقبة طويلة و أكد أن صناعة بطل تتطلب من الجامعة أن تصرف كل سنة مليون درهم و على بطل واحد.. فقد انتقل آليا لرياضة النخبة ..لأن كرة المضرب رياضة أولمبية و لكن لها مسابقات دولية قوية و بأبطال خارقين خارج هذا الاطار..و للحديث عنهم لابد من لغة أخرى و كرة المضرب في المغرب هي رياضة المقتدرين و رياضة الأسر التي تتحمل تكاليف ممارسة أبنائها مقابل حلم الاختلاط و الارتقاء بطبقة اجتماعية أعلى قليلا ..كما أن رياضة الفروسية هي ارستقراطية و لكنها أولمبية ..ونؤمن أن هناك في كل العالم فوارق اجتماعية طبقية ..فالذي يسكن فيلا ليس كالذي يقطن بيتا اقتصاديا ..وليس من السهل أن يمارس أي كان في المغرب و خارجه الفروسية أو الغولف أو بعض أنواع الرياضات المكلفة ..
و لست واصيا حتى أطرح بدائل للسيد لعرايشي حول ابطال المغرب و رتبهم الطيبة في الفئات السنية ثم يتوقفون ..فإما وهنا ينتهي دور الجامعة و إما أن تعرج هذه الجامعة على مسالك تدبيرية تمويلية أخرى ..كالاستشهار و استقطاب الشركات للمساهمة في تبني مسيرة أبطال المغرب الواعدين أو تمارس تدبيرا آخر لموارد الأندية التي تقدم الوجبات و الكحول لغير الرياضيين ..و أؤكد أن جل الجامعات المغربية و أنديتها لا تتوفر على هذا المورد..
هل يعمل رئيس اللجنة الأولمبية و معه أعضاء المكتب بقيمة التطوع ..ولعل تناول موضوع الرياضة المغربية شاسع و فسيح ..و سأختم بما قاله الرئيس العرايشي..<< بدون احترام ..لا يمكن للرياضة أن تنمو و تتطور..>>.
إن رياضات الفنون الحربية التي أصبحت تحقق للمغرب العديد من الاحقاقات ..لا تحتاج لمليون درهم في السنة لبطل واحد ..و من ضمن هذه الرياضات الجيدو وهو عكس الآخريات رياضة أولمبية ..بل من أقدم و أعرق الرياضات أولمبيا ..لماذا لا تحقق دويا دوليا ..لماذا لم تتوسع قاعدة ممارستها ..بينما نجد جامعة التيكواندو و هي مصنفة أولمبيا ..تحقق الانجاز تلو الآخر ..و هي لا تملك لا ميزانية أكبر و لا امتيازات و لا يحزنون ..فقط هناك رجال يؤمنون بما يعملون و يجتهدون ..و يقاتلون ..و كما يجب توسيع قاعدة الممارسة عند الرياضيين يجب توسيع قاعدة المسيرين المجتهدين المخلصين ..و كل هذا من أجل إيجاد نخبة و خلق بطل ..و أمانة في الطرح..
أعتقد من المبادرات الرائعة في المغرب هي ما أشرفت وزارة الشبيبة و الرياضة عليه فيما يتعلق بملاعب القرب ..فهذه الملاعب كرست لثقافة الرياضة للجميع ..و هي ملاعب لم تنشأ من أجل صناعة أبطال و لكن من أجل متنفس طبيعي للأطفال و الشباب ..من أجل خلق جو نفسي يميل فيه الطفل أو الشاب للمشاركة الاجتماعية و تقليص شبهة الصراع الطبقي إضافة للقيمة الرياضية و الصحة السليمة التي سيجنيها ..و هي بادرة لابد أن تنتشر و تعمم في كل أرجاء المملكة ..و لعل اللجنة الأولمبية و هي خارج إطارالتفعيل العملي للجامعات ..عندما تضع على طاولة الوزارة الوصية دراسة عميقة مستوفية حول ما ستوفره الرياضة للجميع للدولة من أعباء و أموال ضخمة ثمن المرض و العلاج و المصحات و الكوارث الاجتماعية..عندها سيصل الأمر لتدبير حكومى سيأخذ منحى تنفيذيا قويا ببلورة القرار السياسي ..و بذلك تساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في هذا المشروع الوطني الرائع.
..السمو الرياضي من أجل الانسان ..هو قيمة أساسية من قيم الميثاق الأولمبي ..لماذا لا تتبناه اللجنة الأولمبية المغربية بخصوص الرياضة للجميع و تجتهد في خلق رؤية أخرى مقاربة لهدف أولمبي جبار..
..وبما أن الكثيرين لا يعرفون بماذا تضطلع اللجنة الأولمبية المغربية من مهام ..سنشير إليها هنا باختصار..
– ضمان و إعداد و تنفيذ مشاركة المغرب في الألعاب الأولمبية و جميع الألعاب الاقليمية المرخص بها من لدن اللجنة الأولمبية الدولية بتعاون مع الجامعات الرياضية الوطنية و السلطات العمومية .
– ضمان تطوير و حماية الحركة الأولمبية و الرياضة الهواة .
– ضمان الامتثال للأنظمة و قرارات اللجنة الأولمبية الدولية.