موجة ثانية من الجراد تهدد الشرق الأوسط.. العالم يواجه “جائحة الجوع”
تواجه الدول من شرق إفريقيا مروراً بالشرق الاوسط إلى الهند، أسرابا كبيرة من الجراد الصحراوي، وفقاً لصحيفة جيروزالم بوست.
ومن المحتمل أن تكون هذه الموجة الثانية هي الأسوأ خلال هذه العام، بعد موسم الأمطار الاستثنائي الذي أوجد ظروفًا مواتية لتكاثر الجراد.
وكانت موجة من الجراد اجتاحت شرق إفريقيا وأجزاء من شبه الجزيرة العربية وانتشرت في إيران والعراق وباكستان والهند، في وقت سابق من هذا العام.
وأفادت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أنها نجحت في حماية 720 ألف طن من الحبوب من الأسراب في 10 دول، إلا أن التهديد لم ينته بعد.
وقال رئيس المنظمة الفاو دونغ يو: “إن مكاسبنا كانت كبيرة، لكن المعركة طويلة ولم تنته بعد، المزيد من الناس معرضون لخطر فقدان سبل عيشهم وتفاقم الأمن الغذائي في الأشهر المقبلة”.
يأتي كل هذا في الوقت الذي يستمر فيه تأثير وباء كورونا على الاقتصاد العالمي ما يهدد وفير الغذاء للعديد من الناس.
وتظهر خريطة أعدتها منظمة الأغذية والزراعة أنه من المتوقع أن تنتشر الأسراب في غرب أفريقيا وفي جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية في الأشهر المقبلة، مع توقع تكوين أسراب جديدة من الجراد في يونيو.
ووفقًا لخريطة تنبؤيه لمنظمة الأغذية والزراعة نُشرت في فبراير الماضي، كانت الأردن مهددة مما دفع وزارة الزراعة الأردنية إلى الإعلان عن “حالة الطوارئ القصوى” مع نزول الأسراب إلى المملكة العربية السعودية عبر اليمن.
كما أعلنت الوزارة أنها تراقب عن كثب التقارير الدورية الصادرة عن مركز التنبؤات بالجراد، الموجود داخل منظمة الأغذية والزراعة، وبحسب وبحسب التقرير فإن سوريا سوريا هي الأخرى مهددة.
أما إيران، فقد صرح مسؤول بوزارة الزراعة أن طهران قد تستخدم جيشها للسنة الثانية للمساعدة في مكافحة الجراد الذي اجتاح جنوب البلاد، في الوقت الذي تهدد فيه الأسراب بتدمير محاصيل تزيد قيمتها على 7 مليارات دولار.
وبحسب لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، فإن سرب الجراد يمكنه تناول نفس الكمية من الطعام التي يتناولها 35 ألف شخص في اليوم.
وأوضح كيث كريسمان خبير التنبؤ بالجراد التابع لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أن سرب الجراد الذي يدخل إلى حقل في الصباح يمكن أن يأكل الحقل بالكامل بحلول منتصف النهار، ويمكن للحشرات السفر حتى 93 ميلاً في اليوم.
ووفقًا لشبكة CNN، بلغ حجم سرب واحد في كينيا ثلاثة أضعاف حجم مدينة نيويورك، ويمكن أن ينمو عدد الجراد 400 مرة بحلول يونيو إذا لم يعالج، وفي حين أن الجراد الصحراوي عادة ما يتم العثور عليه فقط في حوالي 30 دولة في أفريقيا والشرق الأدنى وجنوب غرب آسيا، إلا أنه يمكن أن ينتشر إلى ما يصل إلى 60 دولة على مدى 29 مليون كيلومتر مربع بسبب فيروس كورونا.
بدوره، حذر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي في أبريل الماضي من أن العالم يواجه “جائحة الجوع” بسبب أسراب الجراد والصراع الإقليمي ووباء الفيروس التاجي، مشيراً إلى أن 821 مليون شخص ينامون جوعى كل ليلة، وأن فيروس كورونا أضاف 130 مليون شخصاً آخر.
وفي سياق متصل، اجتاحت الملايين من الحشرات الغريبة لبنان، وأثارت موجة من الذعر لا سيما في منطقة البقاع الشمالي وعرسال إضافة إلى مناطق عدة في عكار شمال لبنان.
وبحسب تصريح وزير الزراعة اللبناني عباس مرتضى، الذي تفقد بلدة عرسال بعد انتشار مقاطع مصورة توثق اجتياح أسراب الحشرات للبلدة، فإن هذه الحشرة التي تنتمي لفصيلة من الخنافس، وصلت على شكل أسراب قادمة من سوريا وتحديداً من منطقة حمص التي انتشرت فيها قبل نحو 3 أسابيع.
المصدر: الدار ـ وكالات