بتوجيه من الأوقاف الجزائرية.. أئمة مساجد البلاد يستعطفون المصلّين لتأييد ترشح بوتفليقة
الدار/ عفراء علوي محمدي
قبل انطلاق الاحتجاجات الحاشدة التي قادها مواطنون جزائريون ضد ترشيح عبد العزيز بوتفليقة لرئاسة الجزائر، اليوم الجمعة فاتح مارس 2019، حذرت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بولاية الطارف الجزائرية، في بيان لها، جميع الأئمة المعتمدين للتبليغ بالمنطقة، من الانسياق مع مطالب المحتجين في خطبتهم أمام المصلين.
وشدد البيان المسرب، الذي توصل موقع "الدار" بنسخة منه، على ضرورة تعامل الأئمة مع الوضع بنوع من "الحكمة"، من خلال "تناول الموضوعات التي تجمع الكلمة وتوحد الصف"، فضلا عن "تضمين موضوع الخطبة استدلالا بالآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية التي تحث على الحفاظ على الأوطان وسلامتها وأمنها".
وطالبت المديرية من الأئمة المعنيين بالعمل بهذا التوجيه، و"الدعاء للجزائر بأن يحميها الله عز وجل من الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن".
ويبدو أن البلاغ المسرب عن مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بولاية طارف، قد عمم، أيضا، على باقي الولايات من خلال المديرية الرئيسية، التي تتكلف بتسيير المساجد في الجزائر، تحت وصاية وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.
وخرج الآلاف في العاصمة الجزائرية، اليوم الجمعة، احتجاجا على ترشح الرئيس الحالي، عبدالعزيز بوتفليقة، لولاية خامسة، وفقا لوكالة فرانس برس.
وأعلنت أحزاب معارضة، بينها جبهة القوى الاشتراكية، وطلائع الحريات، انضمامها إلى المسيرات الشعبية، بعد أن خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين الجمعة الماضي، احتجاجا على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة.
وتشهد البلاد منذ أكثر من أسبوع تظاهرات حاشدة ضد ولاية خامسة محتملة للرئيس بوتفليقة الموجود في السلطة منذ عام 1999، والذي يعاني من وضع صحي يحول دون ظهوره العلني إلا في ما ندر، وذلك بسبب جلطة في الدماغ أصيب بها في 2013.
ومنذ خروج التظاهرة الأولى بعد ترشيح بوتفليقة، الجمعة الماضي، تتواصل الاحتجاجات بشكل شبه يومي في العاصمة الجزائر والولايات.
وكان رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي قد حذر أمام نواب البرلمان من "سيناريو سوري في الجزائر"، وذلك بعد اتساع دائرة الاحتجاجات.