أخبار دولية

ليبيا.. شهر من حرب بلا هوادة ترسم مستقبل البلاد

الدار/ سعيد المرابط

مضى شهر من لعلعة الرصاص وزمجرة الآليات العسكرية، والقصف المتبادل هنا وهناك في أطراف طرابلس، ما خلف الكثير من الضحايا، في حرب تختلف فيها العقيدة العسكرية، بين  الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، ومليشيات رئيس حكومة الوفاق فايز السراج.

وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، التي  صدرت الجمعة الماضي، فقد خلف الصراع قرابة الـ1400 قتيل والـ1940 جريح، في ليبيا، منذ بدء العملية العسكرية للجيش في العاصمة طرابلس.

ورغم الدعوات لإيقاف الاقتتال، إلا أن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، يحمل قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، مسؤولية ما يحدث في طرابلس، رافضا أن “يعاود الحوار مع حفتر بعد حرب طرابلس”.

الكاتب الصحفي الليبي، عمر الجروشي، يعتبر أنه ‘‘بعد خمسة أسابيع من انطلاق معركة تحرير طرابلس، ﻻ يلوح في الأفق نهاية للاقتتال”، فحكومة السراج يراها “واقعة تحت ضغط الطيف الميلشياوي وتيار الإسلام السياسي، وصدى رغبات هذا الطيف بأن لا حديث عن وقف إطلاق النار قبل عودة الجيش إلى مقاره في المنطقة الشرقية في ليبيا، وأن أي مفاوضات يجب ألا يكون حفتر طرفاً فيها”. ووصف الجروشي هذه الشروط بـ“التعجيزية التي تقود إلى حرب اجتثاث لا هوادة فيها، إﻻ إذا كانت هناك نوايا دولية صادقة تجاه مستقبل ليبيا”.

من جهته، المحلل السياسي الليبي أحمد العبود يرى “إن الجيش الوطني الليبي يسير بالعملية العسكرية وفق خطة مدروسة، اعتبرها عملية استنزاف واستدراج للمليشيات المسلحة خارج حدود طرابلس، لتجنيب المدنيين ويلات الاشتباكات المسلحة، معتبراً أنه قادر على حسمها، لكنه لا يريد انتهاك المواثيق الدولية الخاصة بحماية المدنيين، لأن هدف الجيش هو تحرير طرابلس من سطوة المليشيات التي اختطفتها بكل مؤسساتها لسنواتٍ ثمانٍ، وحماية الناس من تسلطها وليس التسبب بالضرر لهم”.

وفي المعركة السياسية أكد العبود أن "الجيش متقدم فيها على خصمه، بسبب نجاحه في إقناع المجتمع الدولي بأهداف عمليته العسكرية، وهي الوصول إلى دولة مستقرة ذات سيادة لا تشكل تهديداً إرهابياً للعالم بعامة ومحيطها الإقليمي بشكل خاص، بعد نجاحها في محاربة الإرهاب شرق ليبيا وجنوبها، وتأمين المورد الاقتصادي المهم بالنسبة إلى ليبيا وكثير من الدول الغربية الكبرى، وتأمين الحدود الليبية المنفلتة منذ سنوات".

وحول انعكاس هذه الحرب على المستقبل السياسي للبلاد قال العبود لصحيفة “الاندبندنت”، أنه لا مستقبلَ سياسي لبلد “تسيطر عليه المليشيات، فحتى لو نُظمت انتخابات ستمارس الإرهاب والضغط والتهديد على الناخبين، ليختاروا من تريد، وإذا لم تعجبها النتائج ستخرج بالسلاح لتُسقط العملية الديمقراطية، أو تفرض إرادتها على السلطات في طرابلس، وكل ذلك عاشه الليبيون في تجارب انتخابية سابقة”. 

من أجل ذلك يرى العبود أن “القضاء على المليشيات هو الخطوة الأولى لتمهيد الطريق نحو التحول الديمقراطي في ليبيا”.

في خضم كل هذا، قال السلاح كلمته، ولا زال القتال سجالا في الميادين، وفي طاولات السياسة، ويبدوا أنه لا حل يلوح في الأفق لهذا الصراع الذي تريده ميليشيات الإسلام السياسي قتالا لا هوادة فيه، ويعتزم حفتر تحييدهم من جذورهم؛ ستخرج معالم ليبيا جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة + 15 =

زر الذهاب إلى الأعلى