صدور كتاب فريد قبطاني “طلوع الشمس من مغربها”، طبعة كاملة لمجموع أعماله عن القرآن والإسلام
صدرت حديثا للكاتب الفرنسي-الجزائري فريد عباس رجا قبطاني النسختان الفرنسية والعربية للطبعة التاسعة المراجعة والمتممة لمؤلفه "طلوع الشمس من مغربها"، الذي يعد ثمرة عقدين من البحث حول القرآن والإسلام. ويتألف هذا السفر الضخم الذي يقع في 720 صفحة من الحجم المتوسط، الصادر عن مؤسسة حفظ ونشر أعمال السيد فريد قبطاني، من ثلاثة مجلدات، هي "علم للساعة" و"الصدفة المنظمة" و"في قلب القرآن".
وأوضحت فوزية مدني، دكتورة في تاريخ وفلسفة العلوم، في مقدمة الجزء الأول أن المؤلف "قام بتحليل جوانب عدة للنص القرآني دون الإغراق في العمومية أو الخطاب البلاغي المعهود"، واصفة هذه الدراسة بأنها "قراءة علمية للقرآن الكريم".
ويتطرق فريد قبطاني في الفصل الأول من الكتاب "العلم الحديث بين الإلحاد والإيمان" إلى القطيعة بين الإيمان والعقل في الغرب، وهي ظاهرة يرى أنها خاصة بالثقافة الغربية منذ القرن الثامن عشر، موردا أنه "لا توجد ثقافة أخرى اقترن الدين فيها إلى هذا الحد بالظلامية، أي الاعتقاد بأن الدين ينفي الملكات العقلية التي يزن بها الإنسان الأمور ويحكم بموجبها".
وأبرز الكاتب أنه على الرغم من أن حركة التحرر من سلطة الكنيسة وليدة بيئة الغرب المريض بإرثه الديني اليهودي والمسيحي دون أي علاقة آنذاك بالأديان والثقافات الأخرى في سائر المعمورة، فإن القطيعة بين الإيمان والعقل ما لبثت أن عممت على سائر المعتقدات البشرية.
وبناء عليه، يستنتج الكاتب أن "المادية الإلحادية ظلامية متنكرة في شكل تقدمية. هي مخادعة ومدمرة إذ تنقل علما مبتورا وإدراكا قاصرا".
ويرى الكاتب أن "الدين شبيه بالدواء، لا غنى عنه لمعالجة شر من الشرور ولكن قد تكون له آثار جانبية غير مستحبة في حالة سوء فهم أو عدم الالتزام بوصف العلاج أو بكليهما"، وأن "الإيمان لا يعني الجهالة كما أن الإلحاد لا يعني العلموية أما التطرف فهو الشمولية". ثم ينتقل الكاتب بالقارئ إلى مجلد ثان يطبعه الجانب التقني، حيث يتناول رموز الحروف في القرآن ورموز عدد فواصل الآي والترميز المزدوج بالحروف وبفواصل الآي.
وبين المجلد والذي يليه، يرصع الكاتب مؤلفه بعدد من مقولاته مثل "المسلم ذو العلم والمعرفة لا محالة إنسان سلم وسلام، سمح في معاملاته، طيب وخير وبار بغيره …" و"الإسلام هو تفعيل للسلام والسكينة وإحكام وتحكم في اضطراب وهيجان النفس إلى أن يصبح المرء مسلما سليما ومسالما للخلق كله فيأتي ربه بقلب سليم".
أما في المجلد الثالث فيقترح الكاتب ترجمته الخاصة لمعاني القرآن الكريم، موضحا أنه يحرص دائما في ترجمته للقرآن على استخدام الفرنسية القديمة والكلاسيكية والحديثة بهدف النقل الحرفي للنص الأصلي.