لبنان يباشر حملة التطعيم ضد كوفيد-19
باشر لبنان الأحد حملة التطعيم ضد فيروس كورونا بإعطاء أول جرعة لقاح لطبيب وممثل مسنّ، أملا في تخفيف الضغط على المرافق الصحية في بلد تنهكه أيضا أزمات اقتصادية وسياسية.
وتلقى رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت الطبيب محمود حسون أول جرعة من لقاح فايزر-بايونتيك بعد يوم واحد من وصول أولى الشحنات التي ضمت 28,500 جرعة من بلجيكا إلى لبنان.
وقال لوكالة فرانس برس “أتمنى أن يكون ذلك (اللقاح) بداية النهاية لهذه الجائحة في البلد”.
وإلى جانب حسون، تلقى الممثل الكوميدي اللبناني صلاح تيزاني (93 عاما) جرعة اللقاح أمام عدسات الكاميرات، وقال لوكالة فرانس برس “أقول لكل إنسان أن يتطعم وألا يخاف.. تلقوا اللقاح كي لا تصابوا بهذا الفيروس القاتل”
وزار المستشفى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب للاطلاع على العملية مشيداً بجهود الأطباء الذين تحملوا أعباءً وقدّموا حياتهم “لحماية الناس من هذا الوباء القاتل”.
وقال في حديث للصحافيين “اليوم ليس دوري (..) الأولوية اليوم هي للقطاع الصحي الذي أدى واجباته وقدم تضحيات كبيرة لحماية الناس”.
وبحسب خطة الحكومة، تخصص المرحلة الأولى من التلقيح للطاقم الطبي ومن هم فوق 75 عاماً.
ومن المقرر أن يبدأ الأحد تطعيم الكوادر الطبية في ثلاثة مستشفيات في بيروت هي مستشفى رفيق الحريري، أبرز المؤسسات الحكومية المتخصصة باستقبال المصابين بكورونا، إضافة إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت ومستشفى القديس جاورجيوس.
وبحسب البنك الدولي، فإن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر سيشرف “بشكل مستقل” على تخزين وتوزيع اللقاحات الممولة بمساعدة من البنك الدولي بقيمة 34 مليون دولار.
وضاعف انفجار مرفأ بيروت في الرابع من غشت الذي أوقع أكثر من 200 قتيل وآلاف المصابين، الضغوط على المستشفيات والطواقم الطبية المنهكة أساساً من الأزمة الاقتصادية في البلاد وتفشي الفيروس.
وصار أكثر من نصف اللبنانيين اليوم يعيشون تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة، فيما ارتفعت نسبة من يعيشون فقرا مدقعا من 8 إلى 23 بالمئة، في الوقت الذي خسرت فيه الليرة أكثر من ثمانين في المئة من قيمتها في مقابل الدولار في السوق الموازية بينما السعر الرسمي ما زال على حاله.
وبحسب وزارة الصحة فإن نحو نصف مليون شخص سجلوا أسماءهم حتى الآن لتلقي اللقاحات بينهم 45 ألف ممن تزيد أعمارهم عن 75 عاماً و17,500موظف في القطاع الصحي.
وقال وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن في وقت متأخر من يوم السبت “اللقاح سيصل إلى كل مواطن لبناني في أرجاء الوطن”، كما سيشمل التطعيم “النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين”.
وبحسب استطلاع أجرته الشركة الدولية للمعلومات على عينة من اللبنانيين مؤلفة من 500 شخص ونشر مطلع فبراير، عبّر “38 بالمئة من المستطلعين عن عدم رغبتهم في تلقي اللقاح للحماية من كورونا، بينما وافق 31 بالمئة على تلقي اللقاح، فيما لم يحسم 31 بالمئة قرارهم بعد”.
من جانبه، كتب الطبيب فراس أبيض المدير العام لمستشفى رفيق الحريري الجامعي، في تغريدة السبت إن اللقاح “أفضل هدية يمكن للمرء أن يطلبها في يوم عيد الحب”.
وينتظر لبنان تلقي ما مجموعه ستة ملايين جرعة من اللقاحات، بينها 2,7 مليون جرعة في إطار منصة “كوفاكس” الدولية التي أنشئت لدعم الدول ذات الإمكانات المحدودة.
وقال المدير الإقليمي في البنك الدولي ساروج كومار جاه في بيان إن العملية تبدأ في لبنان “في وقت يعاني فيه نظامه الصحي بالفعل من ضغوط شديدة من جراء تفشي جائحة كورونا، وأزمة عميقة طال أجلها على صعيد الاقتصاد الكلي، وأخيراً الانفجار المدمّر الذي تعرض له مرفأ بيروت”.
وتأمل وزارة الصحة في تلقيح 80 في المئة من السكان بحلول نهاية العام، وهو هدف اعتبرته منظمة هيومن رايتس ووتش وخبراء طبيون غير واقعي.
وبدأ لبنان في 8 فبراير التخفيف تدريجا من القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا، بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الإجراءات الصارمة التي فُرضت لوقف زيادة الإصابات وتخفيف العبء عنى المستشفيات المكتظّة.
وسجل لبنان الذي يعد ستة ملايين نسمة، حتى الآن 336992 إصابة بينها 3961 وفاة.
وزادت السلطات عدد الأسرّة في المستشفيات لمرضى كوفيد-19، لكنّ كل المرافق الطبية شبه ممتلئة.